احتفل شعبنا في الذكرى 56 لعيد الاستقلال الوطني 30 نوفمبر 1967 م وهي مناسبة للوقوف عند تضحيات رجالات من زمن الكفاح واستحضار محطات هامة من تاريخ وطننا . في ظل الواقع الذي نعيشه اليوم لا يمكن أن نخوض بشكل أو بآخر عن أي حديث في ظل الظروف السياسية والاقتصادية والأمنية التي ألقت بظلالها على الجنوب إلا أن الاستقلال واستحضار معانيه من مقاومة ونصر لا يمكن الحديث عنها إلا في إطار الشعور بالفخر والولاء لجيل من الوطنيين والأبطال الحقيقيين الذين كتبو ” تاريخ كفاح ومجد ” أبطالها عظماء وأحداثها ملحمية . أن المرحلة التي عاشها شعبنا تحت وطأة الاستعمار والظروف غير الإعتيادية التي أحكم بتفاصيلها من نوايا مبيتة للتقسيم والتشظي والتناحر كانت بركان ثائر تسلح بها الأبطال وبفضل استبسال المقاومين الوطنيين وقوافل الشهداء بات من المعلوم لسلطات الاستعمار البريطاني أن بقاء الحال من المحال . ذكرى الإستقلال المجيد محطة متميزة في التاريخ الوطني الجنوبي مما تستدعي الوقوف عندها وإن كانت محفوفة بالكثير من الإشكاليات بخصوص بعض الجوانب التاريخية منها حيث أطلقت العنان لأقلام المؤرخين والنقاد للبحث فيها والغوص في تفاصيلها العميقة . إرادة هذا الشعب الطامح نحو التحرر وكسر قيود الإستعمار كان مؤمنا بأن الليل سينجلي وبأن القيد سينكسر وجسد حرصه هذا وتوقه لنيل الاستقلال في ملاحم تاريخية عبرت عن الرغبة الملحة في التحرر والإنعتاق . فعلا لقد كانت معركة حاسمة في تاريخ الثورة الجنوبية رجحت فيما بعد الكفة لصالحها مثبتا نجاعتها وفاعليتها وولدت من رحمها الدولة الفتية بقيادات جنوبية مناضلة بارزة . أن طريق الاستقلال لم يكن محفوفا بالورود لذلك فالحديث عن الاستقلال لا يجب أن نغفل في إطاره عن الصعوبات والتضحيات الجبارة لأجيال من الرجالات الوطنيين الذين روت دماؤهم الطاهرة الزكية أرض الجنوب فأنبتت حراكا فكفاحا فأزهر الاستقلال التام للوطن . الإحتفال بذكرى الاستقلال الأغر يوم تتجدد فيه معاني الاعتزاز والفخر لدى الجنوبيين بتحمل مسؤولياتهم تجاه وطنهم وحماية مكتسبات الاستقلال ومنجزات الوطن متطلعين بعزم وثقة إلى المستقبل الأفضل مستذكرين بذلك اليوم الخالد والمشرف في تاريخ الوطن عنوانا لحريتهم ومجدهم وفخرهم مستمدين عزيمتهم من الآباء والأجداد في مسيرة بطولية ظافرة بالإخلاص ومسيرة البناء والعطاء والإصرار على الإنجاز وتقديم الجنوب أنموذجا للدولة الحضارية التي تستمد قوتها من تعاضد أبناء شعبها والثوابت الوطنية والمبادئ والقيم الراسخة التي حملتها الثورة الجنوبية منذ الاستقلال إلى المراحل الثورية مرورا بالحراك السلمي والمقاومة الجنوبية الباسلة وحتى يومنا هذا وضرورة أن يلتف حولها الجنوبيون كافة وهم ينشدون
تراتيل النصر القريب بإذن الله تعالى . ختاما يجب أن يكون الحس الوطني لدى شعبنا بكل فئاته حاضرا لقراءة مثل هذه المحطات التاريخية الزاخرة بالعبر رغم كيد الحاقدين الذين يتربصون بوطننا وأمنه واستقراره واستمراريته الصمود والتصدي والثبات على الحق تجسيد ووفاء لتلك الدماء الطاهرة لشهداء الجنوب الأطهار الذين اختاروا طريق الكفاح والتضحية والشهادة في سبيل تحرير هذا الوطن من أجل بقائه واستمراريته إلى يومنا هذا .