كثيرة هي المطامع والطموحات التي تسعى حركة أنصار الله في اليمن تحقيقها من وراء مواقفها من حرب غزة وقراراتها الأخيرة بمنع السفن الاسرائيلية وسفن الدول الموالية ل تل أبيب عبور البحر الاحمر، ومن هذه القرارات تظهر الكثير من النتائج والمستجدات المترتبة على هذه الخطوات ومآلاتها المتوقعة
ومن أبرزها أن تقود إلى تخفيف الضغط العسكري الإسرائيلي على غزة، فمن خلال إغلاق مضيق باب المندب، تسعى حركة أنصار الله إلى الضغط على إسرائيل لوقف عملياتها العسكرية في غزة، وإخضاع اسرائيل وحلفائها لقبول إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
كما تطمح حركة أنصار الله لتحقيق مكاسب سياسية تعزز من قوتها فمن خلال دعمها للمقاومة الفلسطينية بهكذا خطوات تهدف من ورائها إلى كسب الرأي العام العربي والاسلامي، بالإضافة إلى كسب ود الشعوب المناهضة للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية.
وبالنسبة للأضرار التي ستلحق بالاقتصاد الإسرائيلي من وراء الخطوات التي اتخذتها حركة أنصار الله فإن إعاقة وصول السفن الإسرائيلية والتجارية الذاهبة إلى المناطق الفلسطينية المحتلة من الكيان الصهيوني عبر البحر الاحمر تتسبب في صعود أسعار السلع والخدمات لديها وزيادة التكاليف الاقتصادية عليها ما سيؤثر سلباً على إسرائيل من كافة النواحي.
بالنسبة لموقف الحكومة اليمنية الشرعية فترفض الحكومة اليمنية الشرعية قرار حركة أنصار الله بمنع السفن الإسرائيلية والسفن التجارية التي تسلك مضيق باب المندب والبحر الأحمر، إذ تعتبر الحكومة اليمنية المعترف بها أن هذا القرار يضر بالاقتصاد اليمني، ويعرض اليمن لخطر التدخل الدولي.
أن هذا القرار يضر بمصالح اليمن، ويزيد من التوترات في المنطقة.
وتقوم وجهة نظرهم على أن هذه الخطوة تتسبب في تعطيل حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وسيؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات. كما تتسبب في زيادة التكاليف الاقتصادية على الدول العربية الواقعة على خط الملاحة البحرية في البحر الأحمر ،
وتسعى مصر إلى حل الأزمة سلمياً، ومنع توسع دائرة الصراع، وستعمل مصر من خلال تواصلها مع دول الخليج العربي والولايات المتحدة الأمريكية لبحث سبل حل الأزمة، ومن المتوقع ان تدعو إلى عقد اجتماع للدول الواقعة على خط الملاحة البحرية في البحر الاحمر لبحث الأزمة ووضع حلول مناسبة لها.
وعلى ضوء التصعيد الحوثي أعلنت الدول المتحالفة مع الكيان الصهيوني عن تغيير مسار سير السفن التجارية عبر رأس الرجاء الصالح بشكل عام كنوع من الضغط على حركة الحوثيين وكذا الدول العربية الواقعة على خط الملاحة البحرية في البحر الاحمر وكذا مصر المهيمنة على قناة السويس التي من الممكن أن تتضرر من هذا الإجراء لكي تقبل بدخولها ضمن تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة الحوثيين ويرجح المحليين السياسيين أن هذا الإجراء لن يحقق أهدافه
فمن غير المتوقع أن يؤدي تغيير مسار السفن عبر رأس الرجاء الصالح إلى تراجع حركة أنصار الله عن قرارها لمنع السفن الإسرائيلية والسفن التجارية، فمن المؤكد أن تستمر حركة أنصار الله في الضغط على الكيان الصهيوني والدول الداعمة له من خلال هذه الخطوة .
كما سيؤدي تغيير مسار السفن عبر رأس الرجاء الصالح إلى زيادة التكاليف الاقتصادية على الدول العربية الواقعة على خط الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وزيادة مدة رحلة السفن، كما سيؤدي إلى زيادة التلوث البيئي في المحيط الأطلسي نتيجة تعرض السفن لضربات محتملة من دول أو جماعات تدعم المقاومة الفلسطينية بالإضافة إلى أعمال القرصنة على الساحل الإفريقي والمحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط.
مما سيدفع الشركات الملاحية لاستمرار حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، فمع تغيير مسار السفن عبر رأس الرجاء الصالح سيؤدي هذا الأمر إلى مضاعفة التكلفة الاقتصادية على الدول العربية الواقعة على خط الملاحة البحرية في البحر الأحمر، ومضاعفة الوقت الذي ستستهلكه السفن للوصول إلى وجهتها.
ونتيجة لهذه الخطوات التي قامت بها حركة أنصار الله فمن المرجح أن تتوسع دائرة الصراع في المنطقة في حال استمرار الحرب على غزة واستمرار العملية العسكرية الإسرائيلية ومنعها للمساعدات الإنسانية لغزة قد يؤدي ذلك إلى اندلاع حرب شاملة في المنطقة، أو إلى مزيد من العمليات العسكرية ضد الجيش الإسرائيلي .
ومن المتوقع أن تكثف إيران دعمها للمقاومة الفلسطينية عبر حلفائها في المنطقة العربية كحزب الله وحركة أنصار الله والفصائل المسلحة في العراق وسوريا لتوسيع دائرة الصراع العسكري بشكل أكبر وأقوى، وقد تزود حركة أنصار الله بالأسلحة النوعية والدعم اللوجستي، وربما ستدخل في حرب مباشرة ضد إسرائيل.
بالنسبة لدور الدول المناهضة والمعادية للولايات المتحدة الأمريكية كروسيا والصين دور محدود في حال توسع دائرة الصراع من المتوقع أن تلعب روسيا والصين دوراً محدداً وقد تسعى هذه الدولتان إلى حل الأزمة سلمياً، أو قد تدعم المقاومة الفلسطينية بشكل أكبر وبصورة مباشرة وغير مباشرة.