قال وزير الدفاع الدنماركي، ترويلز لوند بولسن، اليوم الجمعة، إن بلاده سترسل فرقاطة للمشاركة في عملية البحر الأحمر التي تقودها الولايات المتحدة في يناير/ كانون الثاني 2024.
تأتي هذه الخطوة بعدما وافقت عدة دول، بقيادة الولايات المتحدة، يوم الاثنين الماضي، على القيام بدوريات في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن لحماية الشحن التجاري من هجمات جماعة “أنصار الله” اليمنية في المنطقة.
وقال وزير الدفاع الدنماركي، ترويلز لوند بولسن، في بيان: “نحن قلقون بشأن الوضع الخطير الذي يتكشف في البحر الأحمر، حيث تتواصل الهجمات غير المبررة ضد السفن المدنية”، وفق صحفية “تايمز أوف إسرائيل”.
وأضاف أن حكومة الدنمارك ستقدم قرارا إلى البرلمان في يناير المقبل، للمساهمة في عملية “حارس الازدهار” التي تقودها الولايات المتحدة بفرقاطة يمكن نشرها اعتبارا من نهاية الشهر ذاته.
وتقول الولايات المتحدة إن “حارس الازدهار” هو تحالف دفاعي يضم أكثر من 20 دولة لضمان تدفق تجارة بمليارات الدولارات بحرية عبر نقطة شحن حيوية في مياه البحر الأحمر قبالة اليمن.
وقالت الدنمارك في 20 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، إنها ستنضم إلى قوة العمل التي تقودها الولايات المتحدة، وأرسلت ضابطا واحدا. وكان لدى الدولة الشمالية في السابق ضابطان متمركزان في المنطقة كجزء من القوات البحرية المشتركة المتعددة الجنسيات، والتي تهدف إلى حماية ممرات الشحن في منطقة البحر الأحمر.
ويحاول الجيش الأمريكي طمأنة شركات الشحن بأن القوة المتعددة الجنسيات، تعمل على جعل الإبحار عبر البحر الأحمر وقناة السويس آمنًا، على الرغم من أن هجمات “الحوثيين” المتمركزة في اليمن لا تظهر أي علامة على التوقف.
وقال مارك كانسيان، ضابط البحرية المتقاعد وكبير المستشارين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: “سيستغرق الأمر بعض الوقت حتى تتعرف شركات الشحن على الوضع الأمني (..)، إذا اتضح أن الولايات المتحدة والتحالف قادران على الحفاظ على ممر آمن، فأعتقد أنهم سيعودون. لكن في الوقت الحالي لا يمكنهم التأكد حقًا”.
وأضاف أن بعض شركات الشحن ستظل “أكثر تجنبًا للمخاطرة من غيرها. أولئك الذين لديهم اتصالات مع إسرائيل قد يكونون أكثر تحفظا”.
وقالت جماعة “الحوثيين”، إنها تستهدف السفن المرتبطة بإسرائيل دعما للفلسطينيين.
ونصف أسطول سفن الحاويات الذي يعبر البحر الأحمر وقناة السويس بانتظام يتجنب المسار الآن بسبب التهديد بالهجمات. وتلجأ العديد من الناقلات وسفن الحاويات إلى الطريق الأطول والأكثر تكلفة حول الطرف الجنوبي لأفريقيا (رأس الرجاء الصالح)، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط ومجموعة متنوعة من السلع الاستهلاكية.
وأمس الخميس، قالت وكالة أنباء غربية، إنه بعد أكثر من أسبوع من إعلان الولايات المتحدة عن إنشاء القوة المتعددة الجنسيات لمكافحة إطلاق الصواريخ والطائرات دون طيار من اليمن إلى البحر الأحمر، لم يتوافق معها ما يقرب من نصف الدول العشرين الشريكة، بل إن إسبانيا وإيطاليا حاولتا الابتعاد عن هذه القوة.
وبحسب الوكالة ذاتها، فإن الأسباب الرئيسية لذلك هي خوف القادة في أوروبا من أن يُنظر إليهم على أنهم يدعمون إسرائيل في ظل الحرب في غزة – وإثارة هجمات “أنصار الله” على سفن بلدانهم.
ووفقا للوكالة، فإن التردد الواضح لبعض حلفاء الولايات المتحدة في ربط أنفسهم بالجهود يعكس إلى حد ما التصدعات التي أحدثتها الحرب في غزة في النظام الدبلوماسي الغربي، فبينما يستمر الرئيس الأمريكي جو بايدن في دعم إسرائيل بقوة، تتزايد الانتقادات الدولية في الغرب بشأن نشاط الجيش الإسرائيلي في غزة، والذي قُتل فيه أكثر من 21 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة المحلية في غزة.