المشكلة الاساسية لشعب الجنوب ،هي مشكلة داخلية ومزمنة،عانينا منها في الماضي كثيراً،ولازلنا نعاني منها حتى اليوم وليست وليدة لهذه المرحلة فقط،وتكمن هذه المشكلة في القيادات السياسية التي تصدرت و تتصدر المشهد السياسي الحنوبي ،فلازالت تلك القيادات تعمل في وادي اخر وبعيدة كل البعد عن حماية شعب الجنوب والدفاع عن مصالحة و تحقيق تطلعاته وانهاء المعاناة التي طال آمدها،ولازالت اسيرة الماضي ولم تستفيد من كل تلك الاخطاء الكارثية التي اوصلت الجنوب واهله الى ماهو عليه اليوم ،ولاحت لها فرصاً عديدة لاخراج شعب الجنوب من مأزق ،،الوحدة،، الكارثي،ولم يتم استغلال اي فرصة من تلك الفرص،لعدم جدية واقتناع تلك القيادات السياسية الجنوبية بالهدف الذي يسعى اليه شعب الجنوب،فلازالت تؤمن بهذه ،،الوحدة،، قولاً وفعلاً. فالواقع يؤكد ان الجمهورية العربية اليمنية قد انفصلت بالفعل وعادت لوضعها السابق ،منذ عدة سنوات،لكن القيادات السياسية الجنوبية اثبتت انها هي المتمسكة ،،بالوحدة اليمنية،، والمدافع الاول عن بقائها وعن استمراريتها، حيث وقعوا على اتفاق جديد لاستمرار ،،الوحدة،، مع القيادات السياسية اليمنية الهاربة من صنعاء واعادوا تجمعيهم من الشتات الى العاصمة الجنوبية -عدن،وسلموهم السلطة بالكامل وبمختلف هيئاتها،رئاسة الدولة ورئاسة مجلس النواب ورئاسة الحكومة واهم الوزرات السيادية واهم المحافظات ومدراء العموم ورؤساء الاجهزة الامنية السيادية ومدراء الامن في المحافظات الجنوبية وقيادة اهم المرافق الايرادية،واعادوا احياء كل سلطات الجمهورية العربية اليمنية في الجنوب والاعتراف بها وبشرعية وجودها من خلال،،مشاركتها،، الوهمية في سلطة الفيد والفساد، وتثبيتها وتقويتها وحمايتها حتى وقفت على قدميها واحكمت سيطرتها على كل الموارد السيادية الجنوبية،واختزلت القضية الجنوبية بخلاف شعب الجنوب مع المليشيات الحوثية فقط!!!،بينما قوى الفيد والظلام التي غزت الجنوب في صيف 94م والتي سفكت دماء ابناء الجنوب واحرقت ونهبت ودمرت الدولة الجنوبية ونظامها وحلًت جيشها وأمنها وجهازها الاداري والغت الدولة ونظامها،وفرضت سلطة القبيلة واعرافها، وسيطرة على كل ممتلكات الدولة الجنوبية،واصبح الجنوب ملكية خاصة لهذه القوى واقطاعية من اقطاعياتها ،فقد تم اعادتهم الى موقع القرار في عدن واصبحوا حكاماً للجنوب ولاخلاف معهم ابداً. اليس هذا ماحصل بالضبط؟! هذا يؤكد للجميع ان من يتصدر المشهد السياسي الجنوبي ومن تم تفويضهم لاستعادة الدولة الجنوبية المستقلة ،،وحدويييييين،، حتى النخاع ،وهم المتمسكين بهذه ،،الوحدة،، الكارثية،هذه هي الحقيقة التي لايريد ابناء الجنوب التصديق بها وفهمها واستيعابها،ولم يستوعبوا ان تلك القيادات السياسية التي تم تفويضها لاستعادة الدولة الجنوبية المستقلة قد تخاذلت واضاعت العديد من الفرص الحقيقية لتحقيق الهدف الاول والاساسي للثورة الجنوبية الثانية،المتمثل باستعادة الدولة الجنوبية المستقلة،ومن لازال يعتقد ان قيادة كهذه ستعيد للجنوبيين دولتهم،فهو واهم ويعيش في واقع اخر لاعلاقة له بالواقع الذي تم ويتم تنفيذه على الارض الجنوبية. رحم الله كل شهداء الجنوب وعظم الله اجركم م.مقبل ناجي مسعد 27 يناير 2024م