تقع مديرية جحاف غرب محافظة الضالع حيث يبلغ عدد سكانها 22897 نسمة بحسب التعداد السكاني للعام 2004 م ومركز المديرية السرير فيما باقي القرى والعزل تنتشر على مشارف السلاسل الجبلية كلوحة فنية تشد الأنفاس، ويتألق جبل المنارة في وسط هذه الجبل الخلاب، معلناً ارتفاعه الشاهق بـ 7840 قدماً عن سطح البحر، وهو يتوسط هضبة متكسرة ترتفع 7000 قدماً
تتميز مديربة جحاف بمنحدراتها الشاهقة التي تنحدر بلطف نحو أودية عميقة. وفي كل زاوية تجسد الطبيعة الساحرة روعة فريدة، مما يجعلها واحة ساحرة للزائرين”وتتألق جحاف كجوهرة نادرة بين جبال الضالع حيث يتوشح جبل جحاف بأريج الهواء النقي وجمال الطبيعة الخلابة، ليمثل وجهة لا تُضاهى لكل من يتوجه إليها بحثاً عن هدوء الروح وجمال الفطرة والبال”
من منتزه بير الزغلول الفاتن إلى أعالي جبل المنارة، تنتشر قرى جحاف الساحرة كمجموعة لؤلؤية على شواطئ هضابه ووديانه المتعرجة. وصولا إلى قمم هذا الجبل الشامخ، حيث تجد من حولك مناظر خلابة تحاكي الخيال وتأسر القلوب
في فصل الصيف ينطلق جبل جحاف في رحلة سحرية حيث تتحول مدرجاته الزراعية إلى بساط أخضر يمتد بلا نهاية، وهدير الشلالات يمشي بين الهضاب والأودية كل هذه المقومات الربانية تزيد من جمال الطبيعة وسحرها الفاتن.
ليس جمال مديرية جحاف مقتصراً فقط على جمال الطبيعة، بل يتعداه إلى جمال التاريخ والحضارة التي ترجع جذورها إلى العصور القديمة. حيث تحمل تلاله ووديانه آثاراً قديمة تروي قصصاً من عصور ما قبل التاريخ وما بعده، وتعكس تاريخاً غنياً بالتنوع الثقافي والحضاري.
وشهدت مديرية جحاف في العصر الحالي تطوراً ملحوظاً في البنية التحتية، حيث أصبحت الطرق الأسفلتية تمتد لتصل إلى داخل ربوع المديرية، مما جعل التنقل داخلها أمراً سهلاً ومريحاً للسكان والزوار على حد سواء.
تختلف الحياة الريفية عن الحياة في المدن بكثير من الجوانب، حيث تعيش فيها الناس وفقًا لتقاليد وثقافات محلية تعكس تلاحمهم مع الطبيعة وبساطة الحياة. في القرى، تكمن في الجماليات البسيطة وفي الأشياء اليومية، مما يمنح الحياة رونقًا فريدًا.
تتميز الحياة الريفية بالهدوء والسكينة، حيث يسود الهواء النقي والطبيعة الخضراء المورقة. يستيقظ الناس على صوت غرز الديك وتغريد الطيور، مما يمنحهم بداية يوم مليئة بالحيوية والنشاط. يقوم سكان المديرية بأعمالهم الزراعية والحرفية بانسجام مع مواسم الطبيعة، مما يعزز الارتباط العميق بينهم وبين الأرض التي يعيشون عليها. ورغم قلة المردود الاقتصادي الا ان روح المجتمع وتعاضده يجعلان الحياة في القرى تبدو أكثر غنى وتعمقًا لأنها تجربة تأملية تمنحنا فرصة للاقتراب من الطبيعة والاستمتاع بالبساطة والروحانية،والسعادة لا تأتي من الأشياء المادية بل من الارتباط بالأصول والقيم الحقيقية.
في ختام هذا التوصيف يبقى جبل جحاف مكاناً خاصاً في قلوب الذين يعرفون قيمة الجمال والسكون، ومع كل زاوية تُكشف عنها الطبيعة الخلابة وكل تفاصيل التاريخ الغني، يتأكد الزائر بأنه وصل إلى وجهة فريدة لا تشبه غيرها، تحمل في طياتها سحراً لا يُضاهى وجمالاً لا يُقاوم.