يؤكد تاريخ مليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، أنها دأبت على استغلال المخيمات الصيفية للطلاب من أجل زراعة الفكر الطائفي وبناء جيل مؤمن بمشروعها المذهبي، وهو نفس الإطار الذي استخدمه حزب الإصلاح، الفرع المحلي لتنظيم الإخوان، لبناء قاعدته الشعبية.
والمخيمات الصيفية كانت ضمن برامج الميليشيات الحوثية منذ البذرة الأولى المسماة بـ”الشباب المؤمن” التي تأسست مطلع تسعينيات القرن الماضي كحركة زيدية قبل أن تتأثر بالإثنى عشرية الإيرانية وتتحول إلى حركة مسلحة تقاتل الدولة.
ويذكر محمد عزان أحد مؤسسي منتدى الشباب المؤمن، أنهم في عام 1991 أقاموا دورة صيفية لعدد محدود من الملتحقين، تبعتها في الأعوام التالية دورة صيفية ثانية فاقتها من ناحية الإعداد والتجهيز وعدد الملتحقين، ثم توالت الدورات الصيفية، وكان كل عام يشهد تطوراً ملحوظاً عن الذي سبقه.
وانحصرت الدورات الصيفية على الأسر المنتمية للسلالة والفكر الإمامي، ونقلت جريدة الشرق الأوسط عن مسؤول سابق في المخابرات اليمنية “أن غالبية المشاركين في الدورات الصيفية كانوا من أبناء الأسر التي تشترك مع الحوثيين في الانتماء السلالي، وتؤمن بحصر الحكم في هذه السلالة”.
ووفق ما ذكره المسؤول، فإن رجال أعمال من صعدة ومن سلالة الحوثي كانوا يتحملون نفقات هذه المخيمات، ذلك أن أغلب التجار في صعدة كانوا يعملون في تجارة الأسلحة أو المبيدات، وأن هؤلاء تحولوا فيما بعد إلى مزودين للجماعة بالأسلحة، حيث ظلت محافظة صعدة تحتفظ بسوق شهيرة لبيع الأسلحة علناً بمختلف أنواعها، وأن حكم الرئيس صالح دعم لاحقاً هذه المخيمات، لكن عزان يقول إن المبلغ كان متواضعاً.
ويعود اهتمام الحوثيين المتزايد بالمخيمات الصيفية إلى حالة النفور التي قوبل بها تحريف المنهج الدراسي ومحاولات فرض الرؤية الطائفية فيها.
ووفق مسؤولين في قطاع التعليم بصنعاء، فإن الميليشيا تدرك أن طاقم المعلمين في المدارس العامة والأهلية يبينون لطلابهم زيف ما هو موجود في المقررات الدراسية، لهذا تركز الجماعة على المخيمات الصيفية؛ لأن المعلمين من عناصرها العقائديين، وهم من يضعون ما يدرس في تلك المخيمات، كما أن الملتحقين فيها هم من المراهقين من طلاب التعليم الأساسي الذين يمكن التأثير فيهم.
وغالبية المنتضمين في هذه الدورات التي تشمل جانباً نظرياً وآخر عسكرياً هم من الأسر التي تنتمي لسلالة الحوثيين، وهذه الأسر تجبر أطفالها على الالتحاق وتشجعهم، ما يشكل خطراً على المدى البعيد؛ لأنه سيؤدي إلى وجود تشكيلات سلالية متطرفة معبأة فكرياً ومدربة عسكرياً.