سنوات طويله ونحن في كنف النضال الوطني الجنوبي متحمسين ومدفوعين بحب الجنوب، حملنا همومه في كل المراحل كافراد من هذا الشعب ومناصرين قضيته الوطنية، كانت الثقة دائما هي المحرك الأساسي في خوض هذا المسار باننا سنحقق الحلم وسنتخلص من دوامة الظلم والاستبداد والفساد وثقافة اللصوصية والمحسوبيات والمناطقية ووووو٠
وسننتقل إلى رحاب الصدق والطموح والبناء والتنمية وانتشال الوضع المقيت المزري إلى حالة بعيدة من كل تلك التي فرضها علينا نظام الاحتلال اليمني البقيض٠
ومن خلال التعامل مع الواقع والاحداث والتدقيق في سير الأوضاع وأساليب ادارة المرحلة وكيف تتم سياسات التهيئة والاستعداد للمرحلة التي بعدها قيام دولة الجنوب بدأت تتسلل إلى داخلنا مشاعر الاستياء وبدت اسئلة كثيرة تفرض نفسها علينا نحاول ان نجد لها اجابات نرصد ونحلل ونستنتج وكنا نرجح في غالب الوقت ان تعدد اتجاهات قضيتنا وتعدد الاطراف الداخلة فيها جعل منها تبدوا هكذا غامضة ومعقدة٠
صبرنا وصبرنا توقفنا حتى عن تناولها في وسائل التواصل الاجتماعي واختفى الحماس ويطغى غالبا السؤال: ماذا عسانا ان نكتب فقد استنفذنا كل شيء، انتهى دور الكتابة والشعارات وحان وقت القرارات والفعل الصادق وحانت لحظة الحقيقة٠
لم يأتي شيء من هذا او ذاك، وبالعكس طفحت روائح العفن في كل سلم الهرم الجنوبي وبانت علامات ومظاهر غير التي كنا نظنها بالقيادات العليا تركت الباب على مصراعيه للركود السياسي والبلطجة والفساد والمحسوبية والثراء الفاحش وحتى للتآمر واختراق فكرة الثورة الوطنية ومسخها الى فكرة اخرى لا تشبهها هي فكرة الثروة والاثراء السريع٠
هناك ابراج عالية جدا يعيش فيها القادة لا يستطيعون رؤية الشعب الجنوبي ومايعانيه، هناك انقطاع تام عن الناس، هناك تضليل وخطاب مزيف يختبئ وراء شعارات وعنتريات جوفاء٠
إذا لم يتنبه القادة على مستوى الرئيس عيدروس الزُبيدي ومراجعة هذا الوضع والالتفات إلى المصالح الوطنية الكبرى بدلاً من المصالح الشخصية الضيقة فأبشروا بالانهيارات التي اول ما تطال هو الكيان السياسي القائم على الجنوب٠