منذ أعوام غير قليلة يتم ترحيل مشكلة الكهرباء في المحافظات المحررة وخاصة محافظة عدن من عام الى آخر حتى أن الأخ أحمد لملس منذ الأسبوع الأول لتعيينه محافظا لعدن صرح قائلا : “إذا لم استطع حل مشكلة الكهرباء سأقدم استقالتي ولا يشرفني أن أجلس على كرسي المحافظة ، مرت السنوات وزادت المشكلة تعقيدا وكل عام يكون اسوأ من الذي سبقه فلا الكهرباء حل مشكلتها ولا هو قدم استقالته ، “وعد فأخلف”.
الشتاء الماضي ظلت القيادة الرئاسية والمحافظ يبنون للمواطنين أحلام نشروها على حبل طويل من الأمل والتفاؤل بأن صيف 2024م لن يكون كسابقيه بل سيكون عام حل لمشكلة الكهرباء وستضاء عدن ولن تنطفىء بفضل الطاقة الشمسية التي تبرعت بها الامارات لعدن بقوة 120 ميجا وات وكان موعد التشغيل مع بداية العام 2024م .
جاء العام وذهب يناير وفبراير وبعدهم مارس وابريل وأكدوا ان مطلع مايو سيتم التشغيل وها نحن نقترب من طي النصف الأول من مايو وبدلًا من اضاءة عدن كاملة أصبحت عدن غارقة في الظلام كظلام عقول مجلس القيادة ومحافظها ومسؤولي هذه العاصمة التي فشلت فشلًا ذريعًا في قيادة البلد أو المحافظة.
هؤلاء القادة يكذبون على مرأى ومسمع من العالم ولا يخجلون من مثل هذه الأكاذيب خاصة في ملف الكهرباء الذي يعتبر الملف الأسود في حياة القادة في الرئاسة ومجلس الوزراء والأحزاب وجميع التنظيمات.
“المنتصف” رصدت وأجرت لقاءات مع المواطنين وكانت هذه النتيجة كالتالي :
محرقة وحفلة شواء واطفال يبكون
محمد العزيزي / اعلامي يقول: “بعد 17 ساعة انطفاء عاد التيار الكهربائي لمدة لم تتجاوز 40 دقيقة . سكان العاصمة عدن والمحافظات المجاورة لها يتعرضون لمحرقة وحفلة شواء في درجة حرارة صيف عالية من قبل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والمحافظين وبرعاية التحالف العربي باليمن.. فقد سمعت رضيعًا بعمر ثلاث سنوات يصرخ: لا لا كلما تحاول أمه تهديته طوال ذلك الوقت من البكاء بسبب الحرارة التي يكتوي بها”.
منازل القادة مضاءة والمواطنون يكتوون بحر الصيف
هيثم السقاف،اعلامي، يقول: “لحج لليوم الثالث بلا كهرباء حتى لمعة واحدة ومحافظها يلزم الصمت.
قبل رمضان قطعت الكهرباء نهائيا لمدة شهر و٢٤ يوم لم تولع خلال هذه الفترة حتى دقيقة
والشعب صامت وراضي، و أحسن واحد يقول لك ما نفعل؟.
الحقيقة بيدنا أن نعمل الكثير وأن نقف ضد هذه القيادات التي اكتفت بأن تشغل مواطير الإنارة في قصورهم وفللهم وعماراتهم بينما بقية المواطنين يكتوون بحر الصيف دون أدنى احساس من هؤلاء القادة”.
من لا يتحمل مسؤوليته يرحل غير مأسوف عليه
الدكتور عباس عبدالله يقول : “انقطاع الكهرباء يعني ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير، وانعكاس ذلك على الامراض والاطفال والمسنين وامراض الربو والقلب، فما بالكم بانقطاع كهرباء يصل الى ١٧ ساعة متواصلة ايش هذا الظلم فهناك الكثير من كبار السن والمرضى لايتحملون هذا الانقطاع” .
ويضيف الدكتور عباس : “نفسي اشوف واحد من مجلس الرئاسة وأقل له كنت في يوم ما مسكين مثلنا ومواطن منتوف، ألم تشعر بنا الان وأنت اصبحت شخصًا مسؤولًا وبيدك قرار أن تنقذنا؟، واذا لم يكن بيدك قرار مثل هذا فما الفائدة منك ومن زملائك؟.. ليس بيدنا سوى أن نقول اللهم من شق علينا فشق عليه وربنا مطلع على كل شيء ولا يقبل بمثل هذا الظلم والجحيم الذي نعيش فيه بسبب الفساد ولا شيء غير ذلك”.
وأشار عباس الى أن مؤسسة الكهرباء بعدن تبرر زيادة ساعات انقطاع الكهرباء بعدم استجابة الحكومة والجهات المختصة لمناشداتها بتوفير وقود لتشغيل محطات التوليد خاصة محطة بترومسيلة التي تعمل بالوقود الخام، الأمر الذي أدى لتوقف المحطة ومحطات أخرى تعمل بالديزل، مشيرة إلى ان ساعات الانطفاءات ستزداد يوميا الى ان يتوفر الوقود ومع ذلك القادة في مجلس الرئاسة ومجلس الوزراء يقابلون ذلك بتصريحات عمياء لا قيمة لها ولا وزن ، نحن نريد تحرك عملي ودائم وليس كل شهرين وثلاثة نرجع الى المربع صفر وكأنكم تديرون سوبر ماركت وليس دولة استحوا على انفسكم ومن لايستطيع تحمل مسؤوليته فليرحل غير مأسوف عليه.
عجز رئاسي
فارس خليل مواطن يقول : “وصل العجز “الرئاسي” حد عدم القدرة على تأمين وقود نفط خام من حقول الإنتاج في شبوة او حضرموت لتشغيل اكبر محطات توليد الكهرباء بعدن “بترومسيلة” ، وما تم الكشف عنه مؤخراً من رفض محافظ حضرموت منح الحكومة كميات من النفط للمحطة من الـ 3 ملايين برميل مخزنة في منشآت الضبة، الا بعد اقتسام شحنة المازوت التي استوردتها الى عدن ، وهو ما تم بالأخير برضوخ الحكومة لمطالب المحافظ.
بالله عليكم ما هذا مجلس القيادة الذي يستطيع محافظ أن يلوي ذراع سبعة قادة هم اعلى منه مسؤولية ومع ذلك لم يستطيعوا الزامه بما ينفع الناس الا بعد أن رضخ السبعة لواحد ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم”.
وعلى نفس المشكلة أكد الأخ فارس قائلا:
“في حين ان الوضع يبدو كارثياً في محافظتي لحج وابين المجاورتين للعاصمة عدن ، بتوقف خدمة الكهرباء بشكل نهائي منذ أيام جراء عدم تزويد محطات التوليد العاملة بوقود الديزل بأي كميات وقود نجد محافظ لحج يلتزم الصمت ولا يتحرك في أي اتجاه ولم نسمع منه رأي أو حل أو مبادرة هذا الشخص يبدو انه مشغول في أمور أخرى غير أمور المحافظة ، اعتقد أنه كارثة على لحج وأن هذه المحافظة لن تشهد أي تقدم في ظل اشخاص لايعرفون خدمة مواطنيهم”.
ختاما:
ستظل مشكلة الكهرباء دائمة فلا طاقة شمسية ستحل المشكلة ولا المازوت القادم عبر تجار اخرين سينقذ عدن وما جاورها من حر الصيف.
هذا الملف ليس مشكلة كما يريد القادة والمسؤولين أن يرسخوا مثل هذه الأفكار في عقول المواطنين، ولسنا بحاجة الى اختراع فالكهرباء تملأ ارجاء العالم وفي كل مكان وفواتيرها بأقل قيمة وانارتها لا تنطفىء طوال الأعوام وليس الأيام.
نحن بحاجة الى تغيبر مفاهيم القادة الذين يجدون في الكراسي فرصة للنهب وللتحصيل الخاص ، بلادنا ليست بحاجة الى مجلس قيادة ومجلس وزراء ومجلس نواب ومجلس استشاري .. الوطن بحاجة الى كهرباء والمستحقات التي تذهب الى هؤلاء اكثر وأكبر من قيمة المازوت والوقود .. ولكن اين الذين يخدمون هذا الوطن؟