في ذاكرة التاريخ، يَخلُدُ 25 مايو 2015 كملحمة بطولية، سطّرها أبناء الضالع بدمائهم وتضحياتهم. يومٌ هزّ أرجاء الجنوب وأعلن كسر شوكة الحوثيين، وأرسل رسالة قوية مفادها أن إرادة شعب الجنوب لا تُقهر. في ذلك اليوم، اجتمعت كلّ العوامل لتُسطر نصرًا مُؤزّرًا، فكان شجاعة المقاومين الجنوبيين، ودعم التحالف العربي، وتلاحم أبناء الضالع، ناهيك عن تضحيات الشهداء الذين بذلوا أرواحهم فداءً للحرية والكرامة. لم تكن معركة الضالع مجرد صراع عسكري، بل كانت معركة وجود، ومواجهة بين مشروعين: مشروع الموت والظلام الذي تمثله جماعة الحوثي، ومشروع الحياة والأمل الذي يسعى إليه شعب الجنوب. انتصر مشروع الحياة، وسقط مشروع الموت، وخلّد التاريخ أسماء الشهداء الذين ضحّوا بأنفسهم من أجل تحرير أرضهم ودحر الغزاة. مع مرور السنوات، لا تزال ذكرى 25 مايو حية في قلوب أبناء الضالع والجنوب عامة، فهي رمزٌ للصمود والنضال، ودافعٌ للاستمرار في السعي نحو تحقيق حلم الحرية والاستقلال. ولكنّ هذه الذكرى ليست مجرّد احتفالات، بل هي فرصة للتأمل واستخلاص الدروس والعبر. فمن أهمّ الدروس التي نتعلمها من هذه الملحمة، أنّ الوحدة والتلاحم هما مفتاح النصر، وأنّ الإيمان بالعدالة والقضية هو ما يُمكّن الشعوب من هزيمة أعدائها. كما أنّ هذه الذكرى تُذكّرنا بأهمية التضحية والبذل، وأنّ الحرية لا تُستَردّ دون تضحيات. إنّ 25 مايو هو يومٌ خالدٌ في تاريخ الضالع والجنوب، ويومٌ يُلهمنا الأمل ويُحفّزنا على مواصلة العمل من أجل تحقيق مستقبلٍ أفضل. فلنُخلّد ذكرى شهدائنا، ونستمرّ على طريقهم حتى نُحقّق النصر الكامل ونُقيم دولتنا الحرة والمستقلة.