الغضب الجنوبي وردات فعله التلقائية والعفوية المختلفة؛ على دعوات ترحيل قضيته أو جعلها في خانة الإنتطار حتى ( تحرير ) صنعاء؛ لينظر بعد ذلك المتصارعون على السلطة في صنعاء بعد تصالحهم مع نظام الإنقلاب؛ ما الذي يمكن لهم أن يقدموه للجنوبيين من ( إكرامية ) يرون فيها مكافئة مناسبة لهم وما عليهم غير القبول بها؛ الأمر الذي جعل أبناء شعبنا الجنوبي يتيقنون تماما بأن الخطر أصبح محدقا بمشروعهم الوطني أكثر من أي وقت مضى؛ ولم يعد أمامهم من خيار غير التصدي لهذا المشروع وإفشاله؛ بعد أن عبر أصحابه علنا وبوقاحة ودون خجل عن نواياهم وموقفهم الحقيقي من قضية الجنوب الوطنية.
لقد صبر شعبنا على كل معاناته وألامه وتحولت معها حياته إلى جحيم لا يطاق؛ وتحمل من المآسي أكثر مما يوصف؛ وقدم من التنازلات الكثير أملا منه بأن يتدارك ( الشركاء والحلفاء ) خطأ مواقفهم وحساباتهم التي تمس بجوهر قضيته ومصالحة الوطنية؛ والتنكر أيضا مع الأسف لكل تضحياته العظيمة في سبيل الدفاع عن قضيته التي يعرفونها جيدا؛ والتجاهل لموقفهم الجاد والصادق في مواجهة المشروع الإيراني في اليمن والمنطقة عموما؛ ولذلك فإن موقفهم الغاضب له ما يبرره ولا يحق لأحد أن يلوم شعبنا على موقفه هذا وحقه في الدفاع عن نفسه وعن مشروعه الوطني الذي يجسد آمال وتطلعات كل الجنوبيين العادلة والمشروعة في إستعادة دولتهم الوطنية الجنوبية الضامنة وحدها لحياة كريمة تليق بهم وبأجيالهم القادمة.
ونقول هنا لأولئك الذين أستنكروا على شعبنا نهوضه الموحد والمشرف؛ ووضعوا غضبه في خانة ( الخطيئة ) بحق ( الوحدة ) التي لم يعد لها من وجود عمليا غير في أحلام يقظتهم وخيالهم المريض؛ وتناسوا بأنهم هم وحدهم من قضى على مشروع الوحدة السلمي والطوعي بين الدولتين الشقيقتين؛ وأسقطوها تحت جنازير الدبابات وراجمات الصواريخ وقصف الطيران الذي تعرضت له عدن وكل مدن ومناطق الجنوب بوحشية ودون رحمة وبحقد تاريخي دفين؛ وجسدته حربهم عام ٩٤م وفي غزوهم الثاني عام ٢٠١٥م؛ ومازالت حروبهم تتناسل وبأشكال وطرق مختلفة ضد الجنوب وأهله.
ولابد لنا هنا من التأكيد على أهمية وضرورة القيام بما يلزم من قبل الجنوبيين وبهمة عالية إستثنائية في جبهة الإعلام والتصدي بوعي ويقظة لحملات التضليل والتشويه والتهديد الذي يمارسه ( فرسان ) شبكة التواصل الإجتماعي ومن على القنوات الفضائية التي حولوها إلى جبهات ( ساخنة ) عوضا عن خوضهم المعركة ضد نظام الإنقلاب؛ ورد الإعتبار لشرفهم وكرامتهم وإنقاذ الشمال من الوضع الذي يعيشه؛ وعندما يقررون ذلك بجدية وصدق فإنهم سيجدون في الجنوب وأهله الداعم والسند الحقيقي والخيار والقرار لهم.