أكد الصحفي الأمريكي الشهير سيمور هيرش أن تصريح رئيس البيت الأبيض جو بايدن حول مشروع اتفاق جديد من ثلاث مراحل للتسوية السلمية في قطاع غزة هو “هراء سياسي”.
وقال هيرش في مدونته على Substack: “بدا خطاب (بايدن) رائعا وتصدر عناوين الأخبار. ولكن كما اكتشفت من خلال التحدث مع مسؤول أمريكي واسع الاطلاع، كان محض هراء سياسي”.
وأضاف: “لم يكن هناك اقتراح اختراق لمشروع “جديد شامل” من إسرائيل. ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وآخرون في تل أبيب أوضحوا في الأيام التي تلت ذلك، أنه ليس لديهم أي فكرة عما كان يتحدث عنه الرئيس (الأمريكي) ومساعدوه السياسيون المصابون بالمزيد من اليأس والإحباط”.
وأضاف أن “الفريق الأمريكي” الذي يتفاوض منذ أشهر تحت قيادة مدير وكالة الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز على وقف إطلاق النار في غزة “لم يكن على علم” بما تحدث فيه بايدن.
وبحسب الصحفي، فإن أحد محللي المجموعة “تسبب في فضيحة” بإرساله برقية إلى واشنطن، تبين منها أنه وزملاءه “لم يتم إبلاغهم مطلقا بهذه الخطة” وأنهم “سمعوا عنها من الحكومة القطرية”.
ووصف مسؤول أمريكي آخر لم يذكر اسمه في حديثه مع هيرش، اقتراح بايدن بأنه “محاولة مذعورة من قبل البيت الأبيض لتسجيل بعض النقاط السياسية على الأقل، حيث فشل بايدن في اتخاذ موقف حازم ضد المذبحة الإسرائيلية للمدنيين في غزة”.
وأضاف المسؤول: “لماذا تختلقون حكايات خرافية؟ لا أحد يؤمن بالحكايات الخيالية باستثناء الإيرلنديين. دعونا نتخيل أن نتنياهو قدم اقتراحا، وأن بايدن قال نعم، وأننا أيدناه. الجمهور الإسرائيلي سيطرد نتنياهو من مكتبه. إنهم يؤيدون هذه الحرب”.
وفي 31 مايو الماضي أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن بنود مسودة اتفاق السلام الجديدة التي تتكون من ثلاث مراحل.
المرحلة الأولى: تمتد ستة أسابيع وتتضمن وقفا كاملا لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان في غزة، وإطلاق سراح الأسرى الذين تحتجزهم حركة “حماس” مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وخلال هذه الفترة أيضا، يجب على الأطراف أن تبدأ المفاوضات، وسيظل وقف إطلاق النار ساريا حتى يتم التوصل إلى تفاهم الطرفين. المرحلة الثانية: تشمل إطلاق سراح جميع الأسرى، بما في ذلك العسكريون. المرحلة الثالثة: إعادة إعمار قطاع غزة والإفراج عن رفات القتلى الإسرائيليين.
وفي اليوم نفسه أعلنت “حماس” عن تقييم إيجابي للمبادرة التي طرحها بايدن، موضحة أن الحركة توافق على النظر في مقترحات التسوية في غزة إذا أعلن الجانب الإسرائيلي التزامه بنفس الأساس للتفاوض.
لكن عضو المكتب السياسي للحركة أسامة حمدان قال في 4 يونيو إن الشروط التي حددها الرئيس الأمريكي لإجراء حوار محتمل تشير إلى أن إسرائيل لا تنوي سحب قواتها من القطاع وأنها “مهتمة فقط بمرحلة واحدة”، وأوضح حمدان: “الهدنة – التي يمكن أن يأخذ (الجانب الإسرائيلي) فيها أسراه – وبعد ذلك سيستأنف العدوان على الشعب الفلسطيني”.
وفي 3 يونيو الجاري، ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن نتنياهو قال في اجتماع مغلق للجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست إن بايدن قد ذكر بشكل غير صحيح معايير الصفقة التي تجري مناقشتها، ووفقا لرئيس الوزراء فإن إسرائيل لم توافق على هدنة لأجل غير مسمى وتعتزم استئناف الأعمال العدائية بجميع الأحوال.