يستقبل أهالي محافظة الضالع عيد الأضحى المبارك وسط أزمات متتالية وظروف اقتصادية ومعيشة صعبة أسوأ من الأعوام السابقة. حيث يشهدون ارتفاعًا جنونيًا في أسعار المواد الغذائية، والأضاحي، والملابس، مما حال دون شراءها عند الكثير من الأسر، لا سيما الأسر الأشد فقراً.
وكغيرها من المحافظات الجنوبية، تعاني محافظة الضالع من غلاء فاحش في أسعار المواشي، والمواد الغذائية، والملابس بشكل غير مسبوق. حيث أفاد مواطنون بأنهم شهدوا ارتفاعًا كبيرًا في أسعار الأضاحي هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، نتيجة لارتفاع سعر صرف العملات مقابل الريال مما جعل الكثير منهم عاجزين عن شراء الأضاحي لهذا العام.
مسعد الأقور، مربي مواشٍ، أشار أن إهمال الجهات ذات الاختصاص وعدم تشييد مشاريع السدود والحواجز المائية فقد أفقدت القدرة على حفظ مياه الأمطار التي تُستخدم للري في أوقات الجفاف، مما أثر سلبًا على الثروة الحيوانية. وأوضح أن هذا العام يشهد ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار المواشي، حيث وصل سعر الأغنام إلى 150 و200 ألف ريال وسعر الأبقار إلى أكثر من اثنين مليون ونتيجة لذلك، حُرمت مئات الأسر من شراء الأضحية، مما حول العيد إلى مصدر وجع بدلاً من الفرحة.
وأضاف الأقور أن غياب المراعي وغلاء الأعلاف أثر سلبًا على الثروة الحيوانية في محافظة الضالع، مما جعل الكثير يعزفون عن تربية المواشي. وقال إن الظروف المعيشية الصعبة، وغلاء الأسعار نتيجة تدهور العملة المحلية، حولت فرحة عيد الأضحى إلى كابوس، حيث تبدو ملامح المدينة قبيل أيام من العيد شاحبة، مع وجوه أبنائها التي تعكس الحزن الممزوج بابتسامة الكبرياء.
يخرج المواطنون من أبناء المحافظة من الأسواق وهم يحملون الهموم بعد صفعات متكررة من الغلاء الفاحش الذي يلتهم المواطن البسيط، كسوط جلاد، صفعة غياب الخدمات الأساسية من جانب، تعقبها صفعة تدهور الاقتصاد من جانب آخر، تتبعها صفعة تدهور العملة المحلية وماقابلها من ارتفاع الأسعار، وغيرها الكثير والكثير من الصفعات،التي يتجرعها المجتمع بشكل عام والتي تتزامن مع المناسبات والأعياد السنوية والمتطلبات اليومية، في ظل عجز الحكومية عن إيجاد الحلول الجذرية التي ترفع على كاهل المواطن هذا الكم الهائل من الالتزامات المالية “”
عيدٌ بأيةِ حالٍ عدت يا عيد” بات شعر (المتنبي) -الشاعر العباسي-، هو التعبير الأنسب الذي يوصف لسان حال أبناء الضالع والجنوب عامة عند حلول المناسبات الفرائحية الجميلة”