طالما ظلت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي متمسكة بإتفاق الرياض ،فلم ولن يتغير شيئاً على الأرض ،الا بما يخدم الاحتلال وتقوية سلطاته على الأرض الجنوبية ،سوى عادت قيادة المجلس الانتقالي من الخارج بما فيهم الرئيس عيدروس الزبيدي أو بقيت هناك،فلن يتغير شيئاً، المشكلة الاساسية ليست بالعودة أو البقاء،هذه هي الحقيقة الذي لايريد الكثيرين من ابناء الجنوب أن يفهموها او يصدقوها غير مدركين أو متناسين أن جوهر المشكلة يكمن في (اتفاق الرياض) الذي أخرج الثورة الجنوبيةعن ثوابتهاالوطنية الاساسيةوإسقط مبدأ استعادة الدولة الجنوبية المستقلة بالكامل ،وحول الصراع بين شعب الجنوب بكل مكوناته وبين قيادة وحكومةالجمهورية العربية اليمنية بكل مكوناتها القبلية والعسكرية والدينية والسياسية،من صراع على استعادة الدولة الجنوبية المستقلة، الى صراع بين أحزاب ومكونات سياسية على مناصب وزارية ومواقع قيادية في اطار تقاسم السلطةومزاياها وفسادها تحت سقف (وحدة الظم والفيد) الجمهورية اليمنية ،وهذا الاتفاق هو من مكن ،،الشرعية،، من العودة إلى عدن والى الجنوب بشكل عام وشرعن عودتها وإعادة بناء وتنظيم وتقوية اجهزتها وإعادة قبضتها على كل مفاصل السلطة في العاصمة عدن، وفي الجنوب بشكل عام ،بعد أن كانت قد فقدت سيطرتها على الجنوب بشكل كامل،ومنحها صك برائة بكل مااقترفت ايادي رموز هذه (الشرعية) من جرائم بحق شعب الجنوب منذ غزو صيف94م،والمعاناة التي يعانيها شعب الجنوب والوضع الذي وصل إليه الجنوب وقضيته اليوم ،هو نتاج لهذا الاتفاق وملحقاته ومخرجاتهما،والمسؤلية الكاملة تقع على من وقع على هذا الاتفاق وعلى من مارس سياسة التضليل والخداع وأوهم عامة الناس من أبناء الجنوب ،ان طريق استعادة الدولة الجنوبية المستقلة يبدأ ،،بالشراكة،، في السلطة ومزاياها وفسادها مع من يحتل أرضهم واذاقهم صنوف الويل والعذاب لمدة تزيد عن ربع قرن ،ولازال مستمراً في غيّه وعبثه بالجنوب وأهله حتى يومنا هذا . التصريحات والبيانات ،والتهديدات ،لم تعد تفيد في شيئ ،وليس لها أي قيمة تذكر . أن الخطوة الجبارة والصحيحة التي يجب أن تتخذها قيادات المجلس الانتقالي هي تقديم استقالاتهم من مجلس القيادة الرئاسي ومن حكومة المحاصصة الحزبية أولاً ،وفض الشراكة كخطوة أولى ،والعودة إلى عدن لإستكمال بقية الخطوات وإنقاذ مايمكن إنقاذه قبل فوات الاوان ،فهل لازالت قيادات الانتقالي تمتلك الإرادة القوية والقناعة التامة بالتنازل عن كل تلك الامتيازات التي يحصلوا عليها من شراكتهم بالسلطة مع من يحتل أرضهم،ويتخذوا مثل هذه القرارات المصيرية التي تعيد الجنوب وقضيته إلى موقعهما الصحيح ؟!!! هذا هو الطريق الصحيح الذي يصلنا إلى فك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية المستقلة. تحياتي لكم م.مقبل ناجي مسعد 02مارس2023م