قال الكاتب الصقر الهدياني في منشور على حائط صفحته الفيس بوك رصده محرر الصدارة سكاي بعيدًا عن الواقع الآن، أنا أؤمن أنَّ الثائر الذي عاش بدايات مليئة بالصعاب، والتي بدأها قبل ثلاثين عامًا قبل أن يعرف بعض منتقديه معنى النضال، وأمضى أجمل حياته بعيدًا عن أهله، ولم يكن يعرفه العامة في منصات الحشود، والهتافات الميكرفونية، ولم يكن له أدنى تفكير في منافسة المتقلّدين على الكراسي، ولأنه لم يكن يُرى إلّا في ميادين التأهيل، ومعسكرات التدريب، ودونما أي ضجيج إعلامي، يسري الليال مع حفنة من المخلصين في الشعاب، متخفين من سلطات النظام العفاشي الحاكم عليهم بالإعدام مقابل رفض الانقياد، وعلى أيديهم تحررت أول مدينة من المد الفارسي، وتداففقوا كالسيل طريق ردفان، إلى قاعدة مثلث العند، واحتدموا احتدام الوحوش الكاسرة، ونزلوا أرض عدن، وكتفًا إلى كتف مع رجالها أزاحوا عن عدن قوى الظلم والاضطهاد؛ وعلى فكرِ رجلٍ واحد، وبقيادته، ولن يستطيع أحد إنكار كل هذه الملاحم؛ أنّى لنا أن نشكك بولائه!. من كان يجرؤ أن يحافظ عدن وهي غابة في كل زقاقٍ منها عصابة مهمتها إعادة الاحتلال، وإسقاط شرف الحرية عن أكتافها؟ ليس بإمكان أي قائد أن يدبر كل تلك العسكرية، والبلاد في أوج اضطرابها، والرعب يتملّك قلوب أهلها، لو لم يكن ثائرًا أفضى حياته ملهمًا الثائرين معه أمل اقتلاع منابت الفوضى!.
هذه الحياة المليئة بالعظمة مع رجال البدايات، والتشبّع الثوري على امتداد سنوات الهمة، لم تكن مصادفات استخلصتها الصدفة من بين أذرع النار، إنما كانت إخلاصًا في أقصى مستوياته، وفياضًا أنتجته تراكمات من التجارب الفعلية في مسيرة العيدروس.
ختامًا، أنا أثق بالعيدروس، ولا يمكن لأحد أن ينتزع تلك الثقة من قناعتي ما دمتُ أعرف من أين جاء عيدروس، وكيف وصل للحكم. وكي لا أكون مطبّلًا، عتبي الوحيد عليه في اختيار البطانة التي تحوّطه، لا أعلم ما هي معايير اختياره لهم، وأتمنى أن يُسقِط الفاسدين من محيطه، قبل أن يُسقِطوه، وليس من صالحه إمهالهم يستخدمون الشعارات زيفًا ليعيشوا بتصرّف أموال عدن، مشكلين جدارًا عازلًا بينه وبين شعبه المخلص وأصدقائه الذين رفعوا من شأنه عندما كان في الشعاب.