من المحزن جداً أنّ ممارسة الإستخفاف بالعقول مازالت الطريقة المثلى التي يتعامل بها فراعنة المصالح السياسية وأباطرة الأطماع السلطوية لإستغفال العقول والإستخفاف بها لتحقيق ما يحلو لها من أهداف وأطماع تفوق المصلحة
فالأنظمة المستخفة بشعوبها أو شعوب غيرها لن يفلح أبداً استخفافها أو يدوم استغبائها على أحرار شعوبها ففرعون ملك مصر المستخف بعقول شعبه نموذجا لذلك الإستخفاف حين جعل من نفسه الإله الذي يستحق العبادة ونتج عن ذلك الإستخفاف الهلاك والغرق له ولمن معه
فإلإستخفاف بالعقول ستؤدي حتماً إلى خلق ثورات مزلزلة تزلزل أقدام من يستخفـّي بها حتى وإنْ خزائن الأرض بأيديها فمصيرها الزوال والهلاك أو يأتيها العذاب من الله رب الأرض والعباد
فكل ما تعرضت له البشرية طوال تاريخها من انتكاسات وفشل وويلات إلا نتيجة الإستخفاف بالعقول وضلمه الجائر والناكر لمعروف الآخرين والتي بسببها تتحطم القيود وترتفع على إثرها أصوات الحناجر ودقات الحروب فالإستخفاف بالعقول هي من تجعل الشعوب تموت وتجـُوع وتثور فكفى عبثاً باستخفاف العقول فاحترامها تحيا الأمم ويزيد التفاهم والتواصل بين الحضارات والشعوب.