انقسام الشارع الجنوبي ليس بصالح الجنوب ولا بصالح اي جهة جنوبية، فهذا الانقسام الذي تؤججه وسائل التواصل الاجتماعي بالدرجة الأولى سيتضرر منه جميع الجنوبيين..
بعد عقود من معاناة الجنوبيين سواء على مستوى النخب السياسية أو الشعب كان ينبغي أن يستوعب الجنوبيين الدرس المؤلم والقاسي لكن مع الأسف كل طرف يحاول استعراض إمكاناته للنيل من أعضاء جسده الأخرى دونما إدراك بعواقب مثل هذا التعاطي الممزق..
فإذا كان هناك من أشخاص أو جهات تحاول استغلال الظروف الصعبة التي تفتك بالجنوب وحالة الفشل القيادي جراء الفساد واللعب الكبيرة واصباغها بالصبغة المناطقية الانتقامية، ففي المقابل دخل الانتقالي منعطف خطير جداً إذ يحاول التقوقع على نفسه وتوزيع التهم جزافاً في محاولة منه للهروب إلى الأمام بدلاً من معالجة المشاكل برؤية منطقية واقعية وبروح المسئولية الأخلاقية الوطنية التي انبرى منذ ظهوره يزعم أنه ممثل هذا الشعب بل والوحيد دون سواه ثم ما لبث أن اهتز وبقوة في أول عاصفة ليقف كطرف معادي ويظهر مجرد سلطة قمعية همها النيل من اي صوت يعارض سياسته..
ان معرفة واقعك الحقيقي والتعاطي مع الأمور بصورة منطقية وإدراك ماهية أهدافك الحقيقية وايمانك بها هي من تمنحك القدرة على التعاطي مع أي عقبات نعترض طريقك بشكل سليم وعقلاني يمنحك المزيد من القوة ويضمن لك الاستمرار والبقاء، ودون ذلك تظل أساليب التعاطي الأخرى مجرد وسائل وقتية تنعكس سلباً على قوتك وديمومتك، والشواهد كثيرة على هكذا صور..
أليس الأنظمة الحاكمة القوية القمعية على مر التاريخ التي لجأت إلى إستخدام قوتها تجاه شعوبها ومعارضيها كانت نتيجة ما وصلت إليه هو السقوط المخيف والنهاية المؤلمة التي لم تبق ولم تذر..
ربما لم يفت الأوان بعد أن كانت هنآك إرادة بل إن وجدت استقلالية في القرار، ودون الرجوع الى الواقع والتعاطي مع المشاكل بواقعية ومنطق فإنها النهاية لا محالة وهذا الذي لا نريده ولا نتمناه لأن الجميع دون استثناء سيطاله الوجع وسنتضرر جميعاً..
-
.. رائد الجحافي