كشف كتاب جديد تفاصيل مثيرة عن حياة قطب التكنولوجيا الملياردير الأمريكي بيل غيتس، الذي وصفه البعض بـ”الشخص الأكثر رعبا في العالم”. وتحت عنوان “ملياردير، مجتهد، منقذ، ملك: محاولة لكشف مؤسس مايكروسوفت الملياردير”، نشرت أنوبريتا داس، وهي صحفية سابقة في “نيويورك تايمز”، الكتاب الذي يوثق صعود بيل من عبقري الكمبيوتر إلى أغنى رجل في العالم إلى أعظم فاعل خير على قيد الحياة. وكشفت مقتطفات من الكتاب بعض الجوانب الخفية في شخصية غيتس، ففي الوقت الذي يراه فيه العالم الخارجي كـ”رجل دولة عالمي”، يراه من تعاملوا معه بشكل مباشر ملكا يخشون محاكمته. وزعم موظفون عملوا في مؤسسة غيتس الخيرية العملاقة، أنهم كانوا خائفين من سلوك الملياردير المتسلط، حيث شبه أحدهم قطب التكنولوجيا بالملك الفرنسي لويس الرابع عشر. وقال أحد المديرين التنفيذيين السابقين للمؤسسة لداس إن اللقاءات مع غيتس “كانت تشبه لقاء ملك في بلاطه، وكأن غيتس هو لويس الرابع عشر، والموظفون كانوا من رجال البلاط ينحنون ويتدافعون أمامه في فرساي، على أمل كسب ود حاكمهم”. وأضاف مسؤول تنفيذي سابق آخر لداس أن الموظفين “كانوا يدققون في تعبيرات وجه غيتس” خلال الاجتماعات، حيث قال: “إن أدنى تلميح لابتسامة أو إيماءة بالرأس قد يعني أنه موافق، أما الوجه الجامد فقد يعني أنه لا يوافق”. وأشار موظف آخر إلى أن ردود أفعال غيتس ستكون حديث الموظفين لعدة أيام بعد وقوعها: “فبمجرد انتهاء الاجتماع، وعودة الناس إلى مكاتبهم، يقومون بتحليل أسئلة غيتس وتعابيره، وغالبا ما يحتفلون إذا توصلوا إلى أن رئيسهم أعجب بهم”. وسعى موظفو المؤسسة الخيرية إلى الحصول على الثناء من رئيسهم، على الرغم من أن “غياب الاستهجان كان يُنظر إليه على أنه مصادقة”، كما قال أحد الموظفين السابقين لداس. مضيفا: “في بعض الأحيان، قد يستغرق تفسير ما يريده غيتس ساعات من الذهاب والإياب بين المديرين والفرق. شعرت بأننا نقضي وقتا أطول في الإدارة بدلا من العمل على تلبية احتياجات الناس”. من جهته، قال متحدث باسم غيتس لموقع “بيزنس إنسايدر”: “يعتمد الكتاب بشكل شبه حصري على الإشاعات من مصادر ثانوية وثالثة ومصادر مجهولة، ويتضمن ادعاءات مبالغ فيها للغاية وأكاذيب صريحة تتجاهل الحقائق الموثقة الفعلية التي قدمها مكتبنا للمؤلف في مناسبات عديدة”. ويتناول الكتاب بأسلوب تحليلي النقاط الإيجابية والسلبية في حياة غيتس، بدءا من نجاحاته بعالم التكنولوجيا ووصولا إلى دوره كفاعل خير “استثنائي” عبر مؤسسة “بيل وميليندا غيتس”. ولا يتوقف الكتاب عند حدود الإشادة بغيتس بل يتعمق في النقد، لكنه أشار إلى استخدامه لقوته المالية في تشكيل العالم وفق رؤيته الشخصية. والكتاب في مجمله هو نقد اجتماعي وسياسي عميق لدور المليارديرات في تشكيل العالم، ودعوة للقراء إلى التفكير في القوة الهائلة التي يمتلكها هؤلاء الأفراد، ومدى تأثيرهم على حياتنا اليومية، طارحا تساؤلات حول الدور الذي يلعبه المال في تشكيل مستقبل العالم.