نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مصادر مطلعة أن الدول العربية، وعلى رأسها مصر والسعودية، “تقاوم الضغوط الأمريكية للتنديد بجماعة الحوثيين المدعومة من إيران رغم الهجمات الحوثية المتزايدة في البحر الأحمر وتأثيرها على استقرار التجارة الإقليمية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، كثّف اتصالاته مع قادة المنطقة، داعياً إلى اتخاذ موقف أقوى ضد الحوثيين، لكن هذا النداء لم يلقَ قبولاً كبيراً بسبب التعقيدات السياسية والاقتصادية التي تواجه الدول العربية.
وفقًا للصحيفة، ترى الدول العربية أن التحرك ضد الحوثيين، المدعومين بقوة من إيران، قد يجلب تداعيات سياسية واقتصادية معقدة، لا سيما في ظل تصاعد الغضب الشعبي تجاه إسرائيل بسبب الوضع في غزة. مضيفة: “يُخشى من أن أي دعم علني للسياسات الأمريكية المناهضة للحوثيين سيضع هذه الدول في مواجهة مباشرة مع الرأي العام، الذي ينظر بعين التعاطف إلى أي جهة تتخذ موقفاً ضد إسرائيل أو الولايات المتحدة في المنطقة”.
وأضافت الصحيفة أن مصر تشعر بقلق متزايد من أن يؤدي موقف مضاد للحوثيين إلى رد فعل تصعيدي من الجماعة، مثل تهديد مضيق باب المندب بتلغيمه، ما سيفاقم من الضغوط على الاقتصاد المصري. مشيرة إلى اعتماد مصر بشكل كبير على عائدات قناة السويس، والتي عانت من انخفاض حاد في حركة الشحن.
وأضاف التحليل: “تشعر الدول العربية بقلق بالغ من النفوذ الإيراني المتزايد، وخاصة في ظل توتر العلاقات مع الولايات المتحدة. ومع اعتماد الحوثيين على الدعم الإيراني في الأسلحة والتدريب، تخشى هذه الدول من أن أي مواجهة مع الحوثيين قد تؤدي إلى تصعيد مباشر مع طهران، ما يعرّض أمنها القومي للخطر. ترى السعودية والإمارات، اللتان خاضتا صراعاً طويلاً ضد الحوثيين، أن تصعيد المواجهة الآن قد يكون مكلفًا وغير مضمون النتائج، خاصة في ظل تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة”.
وأردفت الصحيفة: “تعتقد الولايات المتحدة أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر تفرض تهديداً حقيقياً على الاقتصاد الإقليمي والعالمي، لكن الرأي العام العربي المتعاطف مع القضية الفلسطينية يضيف بعداً معقداً لهذا الصراع. فعبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، نجح الحوثيون في تصوير أنفسهم كمدافعين عن القضية الفلسطينية، مما صعّب من إمكانية قيام الحكومات العربية باتخاذ موقف مناهض لهم”.