اليوم أحب أن أتطرق للحديث عن شخصية من أنبل الشخصيات، ورجل ومن أخلص الرجال الذين سجلوا مواقف مشرفة في ميادين الحياة المختلفة، وسطروا أنموذجًا أسطوريًّا في ميادين الفداء والتضحية. ويعدّ من أبرز القيادات في الميدان، سخر كل طاقته في خدمة محافظته والوطن.
منذ أن عرفته عن قرب، ولامست دهاءه وحنكته السياسية قولًا وفعلا، فلا أبالغ ولست من المطبلين، ولكن كلمة حق أقولها بحق هذا الرجل القائد الضرغام الحكيم اللواء أحمد عبدالله تركي محافظ محافظة لحج وقائد اللواء 17 مشاة.
اللواء أحمد تركي يعدُّ مقدامًا نذر نفسه في خدمة الوطن والمؤسسة العسكرية والحكم المدني مجسدًا أروع المواقف الشجاعة في نشر الأمن والاستقرار بمحافظة لحج، ولم تُقتصَر أفعاله العظيمة على العمل العسكري فحسب، بل كان رجلًا حكيمًا في حلحلة عدد من القضايا المهمة، ولديه عدد كبير من الإنجازات التي حققها لمحافظة لحج خلال مدة وجيزة، وكان أبرزها تنفيذ قرار إنشاء جامعة لحج الذي كان حبيس الأدراج، ودعمها بقوة، واستطاع بحنكته ودهائه انتزاع القرار من القيادة السياسية بعد نضال ومتابعات طالت سنوات حتى تحقق حلم هذه المحافظة بهذا الإنجاز العملاق، في الوقت الذي فشل الآخرون في انتزاع مثل هذه القرارات، واستطاع القضاء على تنظيم القاعدة الذي كان منتشرا بشكل غير عادي داخل المحافظة، وكذلك إنهاء قضية الثأر، وتشجيع الاستثمار، وسفلتت الطرق الداخلية والطرق الرئيسية المرتبطة مع عدد من المحافظات، وتوقيف التهريب في رأس العارة، وحلحلة عدد كبير من قضايا المواطنين، وجمع كلمتهم ووحد صفوفهم، ومناقشة التحديات والصعوبات التي تواجهها المحافظة في شتى المجالات. واستطاع خلال مدة توليه منصب المحافظ توحيد الجهود والعمل بروح الفريق الواحد وتحقيق واقع ملائم لأبناء المحافظة أفضل مما كانت عليه من سابق .
حقيقةً يزداد إعجابك وأنت تتابع نشاط هذا المحافظ المتألق الماهر الذي جعل نشاطه وجهوده وهمه الأول والأخير تنمية محافظة لحج وتطويرها، إذ يعمل جاهداً على مساعدة الآخرين بمواقفه الإنسانية التي تجعل منه يتصدر مشهد المحافظ الوطني دون منافس، ويعد رمزًا من رموز الوطن، ومن الشخصيات الحكيمة التي عملت وكانت تعمل بصمت، ولم يفكر أبدا في ترجيح مصالحه الشخصية على مصلحة المحافظة والوطن مثل ما عمل الآخرون، ولكنه يعمل بإخلاص ووفاء، مسخرًا كفاءته للنهوض بمحافظة لحج التي عُين فيها محافظاً في الوقت الذي كانت غير آمنة وغير مستقرة، وعمل بأمانة ومسؤولية، ويتمتع أيضًا بأخلاق عالية وتواضع كبير في أداء الواجب في المناسبات.
اللواء تركي من أشجع القادة وأنبلهم، فهو أسد المعارك الذي لا يُشق له غبار، أما سرّ حب الناس له و سرّ جاذبية شخصيته، فأظن أن الجواب يكون واضحًا من خلال الحديث الشريف ﴿خيرُ الناسِ أنفَعُهم للناسِ﴾، وأن من أحبه الله أحبه خلقه، وأن السعادة تبدأ بزرع ابتسامة الأمل وغرس المحبة والإخاء، ولا يمكن للإنسان تحقيق تلك الغايات إلا بعد صبر طويل على التضحية الباهظة بخيرة ما يملك، وهذا سبب من أسباب الفوز والنجاح في تحقيق غاية انجذاب الناس إلى محبته بوصفه قائدًا محنكًا وناجحًا.
من منّا لا يعرف اللواء أحمد تركي ذلك القائد العسكري المتميز والمبدع والمثقف، والشخصية الاجتماعية التي ملكت حب كل من حوله، وأصبحت سمعته الطيبة معروفة على نطاق واسع، ومثله يفرض عليك الواقع أن تحترمه وأن تجعل منه المثل الأعلى للمحافظ الناجح المتحمل للمسؤولية، فهو يمتاز بالأمانة والنزاهة وحسن الخلق في الوقت الذي أصبحت فيه الماديات والمغريات تعصف بأغلبية المسؤولين الذي جعلوا مسؤوليتهم مصدرهم الأساسي لكسب المال وبناء مصالحهم الخاصة.
وسأكتفي بهذا القدر لأن الحديث عنه سيطول، ولن تفي العبارات والكلمات بحقه، نشد على يديه في مواصلة هذا النهج الذي يسلكه، ونرجو أن يحتذي به بقية محافظي المحافظات وقيادات الألوية العسكرية، فمثل هؤلاء يجب على القيادة السياسية الاحتفاظ بهم وترقيتهم وتوليهم مناصب قيادية عليا، فشخص مثل اللواء تركي جعل أفعاله وأخلاقه ومواقفه تفرض على الجميع احترامه، ونسأل الله له التوفيق في جميع مهامه.