في ظل الأوضاع الراهنة التي يعيشها الشعب الجنوبي، يبدو أن المجلس الانتقالي قد فقد بوصلة النضال الحقيقي لمواجهة التحديات الجسيمة التي تواجه أبناء الجنوب٠
فبدلاً من القيام بدوره في الدفاع عن حقوق المواطنين وتحسين ظروفهم المعيشية، نجد المجلس الانتقالي، غارقاً في سبات عميق، يراقب بصمت ما يحدث من تنكيل بالناس، من تدهور الخدمات إلى تأخر الرواتب، فضلاً عن نهب الثروات، والمؤامرات التي تحاك٠
لقد شهدت محافظات الجنوب العربي، استيلاء القوات الشمالية على حقول النفط، وهو ما يمثل ضربة قاسية لاقتصاد المنطقة ولآمال المواطنين في تحسين ظروفهم المعيشية، ومع ذلك، يظل المجلس الانتقالي الجنوبي، مشتركاً مع حكومة الإحتلال اليمني، بأربعة وزراء، وكأن الأمر لا يتعلق بمصير الشعب الجنوبي بأكمله٠
هذا التواطؤ يثير تساؤلات عميقة حول ولاء المجلس الانتقالي الجنوبي وأهدافه الحقيقية٠
إذا كانت الدماء التي روت تراب الجنوب من قبل قوافل من الشهداء قد ذهبت سدى، فكيف يمكن أن نفهم تصرفات المجلس الانتقالي الجنوبي.. ؟ أليست هذه الأعمال علامة واضحة على خيانة المبادئ التي قام عليها الحراك الجنوبي بكل مكوناته، ضد الاحتلال اليمني.. ؟ إن تواصل المشاركة مع النظام الذي ينهب ثروات الجنوب ويعاني شعبه من الفقر والحرمان، لا يمكن أن يُفسر إلا بأنه تواطؤ يرقى إلى مستوى الخيانة٠
إن الواجب الوطني يحتم على المجلس الانتقالي الجنوبي، أن يعي مسؤولياته، وأن يستعيد بوصلته نحو الأهداف التي انطلقت من أجلها الثورة السلمية لشعب الجنوب، وينبغي عليه أن يقف إلى جانب الشعب، ويعبر عن آمالهم وتطلعاتهم بدلاً من الانغماس في صفقات ومناصب لا تجلب للجنوب، إلا المزيد من المعاناة، فالوقت قد حان لنهضة حقيقية تعيد لشعب الجنوب هويته وحقوقه المسلوبة من قبل شرذمة متسولة تسمي نفسها بـ”الشرعية اليمنية”، مدعومة من دول الإقليم الحاقدة على دولة الجنوب، من قديم الأزل، وليس الاستمرار في سياسة التجاهل والتواطؤ٠