تناولت قناة عدن المستقلة تقريرًا أمريكيًا سلّط الضوء على التشابهات بين جماعات إيران في المنطقة، بما فيها مليشيا الحوثي في اليمن، والتداعيات الناجمة عن أزماتهم المتفاقمة.
التقرير يبرز انهيار حزب الله في لبنان ونظام الأسد في سوريا كجزء من سلسلة مترابطة من الإخفاقات، ما ينعكس على الواقع السياسي والعسكري للحوثيين.
تشابه السيناريوهات
وفقًا للتقرير، تشترك الجماعات المدعومة من إيران في سيناريوهات متشابهة من حيث النهج والأسلوب، لكنها تواجه تحديات بنيوية نتيجة لسياساتها الخاطئة. نظام الأسد، رغم امتلاكه دعمًا قبليًا محدودًا، فشل في الحفاظ على تماسكه بسبب سوء الإدارة. هذه النقطة أشار إليها مايكل روبن، المسؤول السابق بوزارة الدفاع الأمريكية، الذي أوضح أن الحوثيين يواجهون المأزق ذاته: دعم قبلي محدود وعجز عن توسيع قاعدتهم الشعبية نتيجة لسوء الحوكمة.
التداعيات على مليشيا الحوثي
التقرير يصف الحوثيين بأنهم عاجزون عن تقديم نموذج حوكمة مستدام، مما يجعل مستقبلهم مشوبًا بالمخاطر، خصوصًا في ظل الضغوط الداخلية والخارجية. ويؤكد التقرير على أن المجتمعين العربي والدولي يجب أن يرفضوا محاولات الحوثيين فرض أنفسهم بالقوة أو الادعاء بتمثيل شرعي.
أهمية الشراكة مع المجلس الانتقالي الجنوبي
من بين النقاط الرئيسية التي أبرزها التقرير، الدعوة لتعزيز التعاون بين الولايات المتحدة والمجلس الانتقالي الجنوبي. يُنظر إلى المجلس باعتباره القوة السياسية والعسكرية الأكثر استقرارًا وجدية في إدارة محافظات الجنوب اليمني وتوفير الأمن في تلك المناطق. تعزيز هذه الشراكة يُعد خطوة استراتيجية لإنهاء النفوذ الحوثي في اليمن.
توصيات مايكل روبن
في تقريره المنشور عبر منتدى الشرق الأوسط، قدم روبن عددًا من التوصيات للإدارة الأمريكية، من بينها:
1. تشديد الضغوط الاقتصادية والعسكرية على الحوثيين: خصوصًا في ميناء الحديدة، الذي يُعتبر شريانًا اقتصاديًا رئيسيًا للمليشيا.
2. منع تدفق الموارد إلى الحوثيين: عبر إجراءات مشتركة مع الحلفاء المحليين، بما فيهم المجلس الانتقالي الجنوبي.
3. تعزيز العمليات الإقليمية: الاستفادة من ضعف الحرس الثوري الإيراني الناتج عن الهزائم الأخيرة في لبنان وسوريا لتوجيه ضربات مؤثرة على الحوثيين.
تداعيات التحولات الإقليمية
أشار التقرير إلى أن التغيرات الإقليمية، بما في ذلك الهزائم التي تواجهها إيران وحلفاؤها، تفتح نافذة فرصة للمجتمع الدولي لتقليص نفوذ الحوثيين. ورأى التقرير بأن التعاون مع المجلس الانتقالي الجنوبي يُعزز من قدرة التحالف على فرض الاستقرار في الجنوب وتوسيع نطاق الضغوط على الحوثيين.
خلاصة
يمثل التقرير دعوة لتحرك استراتيجي شامل ضد الحوثيين، بالاعتماد على الشركاء المحليين مثل المجلس الانتقالي الجنوبي. كما يُبرز أهمية معالجة الأزمات البنيوية داخل الجماعات المدعومة من إيران، التي بدأت تفقد نفوذها تدريجيًا بفعل الأزمات المتلاحقة.”