قال تحليل نشرته منصة (شبكة باكو) إن “إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبالغ في تصوير نجاح الضربات الجوية ضد الحوثيين، بينما تتجاهل حقيقة أن الجماعة تحوّلت من مجرد وكيل إيراني إلى لاعب إقليمي يتمتع بقدرات عسكرية واقتصادية مستقلة.”
وأوضح التحليل أن “الحوثيين نجحوا في ترسيخ سيطرتهم على العاصمة صنعاء والموانئ الاستراتيجية، ويديرون فعليًا نصف اليمن باقتصاد منفصل، وعملة محلية، ومنظومة إنتاج عسكري تشمل الصواريخ والطائرات المسيّرة.” وأشار إلى أن “الجماعة طورت مؤخرًا طائرات مسيّرة مزوّدة بخلايا وقود هيدروجينية، يصعب رصدها، ما يضاعف من فعالية هجماتهم ويقلل من قدرة أنظمة الدفاع الجوي على التصدي لها.”
مضيفًا أن “الحوثيين أصبحوا أكثر من مجرد أداة بيد طهران، فهم يستفيدون من شبكة دعم أوسع تشمل روسيا وكوريا الشمالية، وتوجد مؤشرات على حصولهم على تكنولوجيا مزدوجة الاستخدام من الصين، ما يساهم في ترسيخ تفوقهم التقني.”
ولفت التحليل إلى أن “واشنطن قد تستند إلى سياسة الردع الجوي كوسيلة لتقويض الحوثيين، إلا أن اعتمادها الحصري على الضربات الجوية، يُعد رهانا غير مضمون، لا سيما مع قدرة الحوثيين على إخفاء منشآتهم العسكرية وتكرار استخدامهم لتكتيكات فاعلة بأقل التكاليف.”
وأضاف أن “نقل القاذفات الشبحية الأمريكية إلى قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي يعكس توجهًا لتصعيد المواجهة مع إيران، باستخدام الحوثيين كنقطة ضغط، لكن أي تصعيد دون استراتيجية شاملة قد يُدخل واشنطن في مواجهة مفتوحة غير محسوبة العواقب.”
وأشار التحليل إلى أن “ترامب يسعى إلى استثمار التصعيد في اليمن سياسيًا، لتقديم نفسه كقائد حاسم يفوق سلفه جو بايدن في التعامل مع أزمات الشرق الأوسط، إلا أن هذا الطموح قد يصطدم بواقع ميداني معقّد، وجماعة أثبتت قدرتها على الصمود والمفاجأة.”
وخلُص التحليل إلى أن “الولايات المتحدة بحاجة إلى استراتيجية تتجاوز استعراض القوة، وتشمل دعم الحكومة اليمنية، وتضييق شبكات التهريب، وتفعيل أدوات الردع الاقتصادي والدبلوماسي على الداعمين الخارجيين للحوثيين، بما يحقق توازنًا بين الردع والسياسة، ويمنع تحول اليمن إلى ساحة استنزاف جديدة.”