قال مدير مركز “South24” للأخبار والدراسات في عدن يعقوب السفياني، أن “وصول ثاني حاملة طائرات أمريكية إلى المنطقة، يحمل في طياته العديد من الدلالات، لا سيما وأنه في العادة والوضع الطبيعي، تُبقي الولايات المتحدة على حاملة طائرات واحدة فقط في المنطقة ولفترة معينة ومن ثم تقوم بإعادتها إلى قاعدتها، وتأتي عوضًا عنها بحاملة طائرات أخرى”.
وأضاف السفياني: “لكن وجود حاملتي طائرات في الوقت ذاته، أعتقد أنه انعكاس أو ترجمة لسياسة السلام عبر القوة، وهو الشعار الذي رفعته إدارة ترامب منذ وصولها إلى البيت الأبيض، مما يعني ذلك أن الولايات المتحدة ترى في حضورها العسكري المتزايد وقوتها النارية الكبيرة في المنطقة وسيلة للضغط السياسي والدبلوماسي”.
وأشار السفياني، خلال حديثه لـ “إرم نيوز”، إلى أن “مواجهة تهديدات إيران وأذرعها الموالية لها في المنطقة، بهذه الكيفية، هو التطبيق العملي لمقولة وزير الخارجية الأمريكي السابق كيسنجر، عندما وصف حاملات الطائرات بأنها (100 ألف طن) من الدبلوماسية تسير في المحيطات”.
ويرى السفياني، بأن: “وجود هذه القوة النارية الكبيرة، والمتمثل في حاملتي الطائرات، أكبر ما توصل إليه الإنسان في المجال العسكري والتي تُعد بمثابة قواعد متحركة على البحر، المراد من خلاله توجيه رسائل عديدة من قبل واشنطن، أبرز تلك الرسائل التأكيد على نفوذها في المنطقة، من خلال تعزيز حضورها العسكري الضخم، والتأكيد على تغيير استراتيجيتها نحو الخيارات المفتوحة، بما في ذلك الخيارات العسكرية لحماية مصالحها وحماية مصالح حلفائها في المنطقة”.
وتابع: “وهي أيضًا جزء من الضغط الموجود على ايران، وهذا الضغط متعدد في المسارات من الضغط السياسي والدبلوماسي، إلى جانب الضغط الاقتصادي، حتى الضغط العسكري والمتمثل بالضربات ضد الحوثيين، بالإضافة إلى التلويح باستخدام القوة العسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية”.