قالت المنظمة الدولية للهجرة (IOM) إنها لا تعمل في المرفق الذي أفادت تقارير جماعة الحوثيين بأنه تعرض لقصف أمريكي، مساء الأحد (27 أبريل) وأدى إلى مقتل وإصابة عشرات المهاجرين الأفارقة في محافظة صعدة شمال اليمن.
وأعربت المنظمة في بيان صدر من جنيفـ، يوم الاثنين، عن “حزنها العميق” إزاء التقارير التي تفيد بوقوع خسائر بشرية، مؤكدة في الوقت نفسه أنها لم تكن تقدم أي خدمات في المنشأة المستهدفة، وأنها تواصل متابعة الوضع عن كثب، معربة عن استعدادها لتقديم الدعم عند الحاجة.
وحثت المنظمة جميع أطراف النزاع على إعطاء الأولوية لحماية المدنيين، وضمان الامتثال الكامل للقانون الدولي الإنساني، مشددة على أهمية تجنب استهداف المدنيين والفئات الأكثر ضعفًا في ظل الظروف الإنسانية المعقدة التي يعيشها اليمن.
وكانت جماعة الحوثيين قد أعلنت في وقت مبكر من يوم الاثنين أن قصفًا أمريكيًا استهدف مركز احتجاز لمهاجرين أفارقة في مدينة صعدة، وأسفر عن مقتل 68 شخصًا وإصابة 47 آخرين. واتهم الحوثيون الولايات المتحدة بارتكاب “جريمة حرب مكتملة الأركان”، قائلين إن المركز كان تحت إشراف المنظمة الدولية للهجرة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأظهرت لقطات بثتها قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين مشاهد لضحايا تحت الأنقاض وجثث متناثرة في محيط المبنى المدمر. وقالت وزارة الداخلية التابعة للجماعة إن نحو 115 مهاجرًا كانوا محتجزين في المنشأة لحظة وقوع القصف، غالبيتهم من الجنسية الإثيوبية.
وفي الوقت الذي التزمت فيه وزارة الدفاع الأمريكية الصمت حيال الاتهامات، كانت القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) قد أوضحت في بيان سابق أن العمليات العسكرية الجارية ضد الحوثيين تدار بعناية فائقة، وأنه يتم تجنب الكشف عن تفاصيل العمليات لضمان الحفاظ على الأمن العملياتي.
وأكدت القيادة المركزية أن القوات الأمريكية نفذت منذ منتصف مارس الماضي أكثر من 800 ضربة جوية ضمن عملية “الفارس الخشن” (Rough Rider)، مستهدفة مواقع قيادة وسيطرة ومنشآت تصنيع أسلحة متطورة ومخازن أسلحة متقدمة للحوثيين. وأضاف البيان أن الضربات أسفرت عن مقتل “مئات من مقاتلي الحوثيين وعدد كبير من قياداتهم”.
ورغم تصاعد وتيرة العمليات الجوية، أشار البيان إلى أن الهجمات الحوثية على السفن والناقلات تراجعت بنسبة 69% بالنسبة لإطلاق الصواريخ الباليستية، وانخفضت هجمات الطائرات المسيرة بنسبة 55%، مما يعكس، بحسب القيادة الأمريكية، تآكل قدرات الحوثيين بفعل الحملة الجوية المستمرة.
وواجهت جماعة الحوثيين اتهامات أطلقتها منظمات حقوقية بتجنيد المهاجرين الأفارقة في اليمن والدفع بهم لجبهات القتال. وقد أكد مصدر عسكري لمركز سوث24 في وقت سابق أن العديد من الأفارقة قتلوا في جبهات الحوثيين ضد القوات الجنوبية بمحافظات لحج والضالع.