في مشهد سيظل محفورًا في ذاكرة الأجيال، التحمت حرائر عدن في وقفةٍ تاريخية في ساحة العروض مديرية خور مكسر محافظة عدن، خاضتها الأمهات والطالبات والنشاطات والموظفات في مختلف مؤسسات الدولة، لا فرق بينهن إلا بقدر ما يحملن من ألم، وما ينشدن من أمل.
عدن اليوم تكتب واحدة من أنصع صفحات تاريخها، لا بالحبر، بل بأقدام نسائها الحرائر وصوتهن الجهوري الذي شق صمت القهر في مشهد استثنائي سجّله تاريخ المدينة اليوم في وقفة احتجاجية حاشدة، هزّت الوجدان وأربكت الحكام.
لم تفرّق بينهن الأعلام، ولا الانتماءات، بل جمعتهن صرخة واحدة: “كفى فشلًا… كفى عبثًا… كفى تجاهلًا لمعاناة الناس.”
رغم محاولات بث الفتن بين من يحملن علم الجنوب ومن لا يحملنه، توحّدت الحرائر في ساحة العروض في وقفة عز، أكدن فيها أن عدن أكبر من كل الشعارات، وأن كرامة الإنسان فوق كل الحسابات، وعدن لم تعد تحتمل مزيدًا من التخبط وسوء الإدارة.
المطالب كانت واضحة وبسيطة: – كهرباء وماء وخدمات أساسية. – بيئة آمنة لأطفالهن ومستقبل أفضل لعائلاتهن. – وقف الانهيار الاقتصادي المفتعلة، وإعادة القيمة الشرائية لعملتنا.
الرسالة كانت أقوى إلى كل السلطات الحاكمة في عدن جميعكم اخفقتم، والناس لم تعد تحتمل، وإلى التحالف أنتم شركاء في ما وصلت إليه البلاد من أزمات ومعاناة.
تحية فخر وامتنان لكل امرأة عدنية شاركت اليوم، لكن ما جرى ليس وقفة فقط، بل بداية ثورة نسوية حقيقية، ناجحة بكل المقاييس، وستظل تتصاعد حتى تتحقق المطالب.
وفي ختام الوقفة، دعت المشاركات إلى نبذ الخلافات وتوحيد الصف الجنوبي لجميع المكونات في وجه الانهيار، وأكدن أن صوت النساء لن يصمت بعد اليوم.