قال تحليل نشرته صحيفة نيويورك تايمز إن “إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب المفاجئ عن هدنة مع الحوثيين، بعد شهرين من الحملة الجوية المكثفة، جاء نتيجة تعثّر العملية العسكرية وعدم ظهور مؤشرات على قرب تحقيق أهدافها، وذلك بحسب مسؤولين أميركيين.”
وأضاف التحليل أن “الضربات الجوية الأميركية ألحقت بعض الأضرار بالحوثيين، غير أنهم كانوا قد نقلوا قدراتهم العسكرية الرئيسية إلى ملاجئ تحت الأرض، ما حدّ من فعالية القصف.”
وأشار إلى أن “قائد القيادة المركزية اقترح حملة تمتد بين 8 و10 أشهر، تستهدف الدفاعات الجوية الحوثية، يعقبها تنفيذ اغتيالات مركّزة لقيادات حوثية، مستوحاة من النموذج الإسرائيلي في استهداف حزب الله في لبنان.”
وزعم التحليل أنه “رغم دعم السعودية للخطة وتقديمها قائمة تضم 12 مسؤولًا حوثيًا للاغتيال، فإن الإمارات أبدت تحفظًا. ولاحقًا، وافق ترامب على تنفيذ ضربات ضد الدفاعات الجوية وبعض قادة الحوثيين، لكنه حدّد للمؤسسة العسكرية مهلة 30 يومًا فقط لتحقيق نتائج، نظرًا لعدم رغبته في التورط في حملة طويلة بالشرق الأوسط.”
ولفت إلى أنه “بعد مرور 31 يومًا وبتكلفة تجاوزت مليار دولار، طلب ترامب تقريرًا حول التقدّم المحرز، لكنه أظهر أن الحملة تتجه نحو نزاع مكلف ومفتوح النهاية. وأفاد مسؤولون استخباراتيون أن الحوثيين، رغم تضرر قدراتهم جزئيًا، قادرون على استعادتها بسهولة.”
وذكر التحليل أن “الحوثيين أسقطوا سبع طائرات أميركية مسيّرة من طراز MQ-9، تبلغ تكلفة الواحدة منها 30 مليون دولار، واقتربوا من إصابة طائرات F-16 ومقاتلة F-35 الشبحية. كما سقطت طائرة من على متن حاملة الطائرات ‘يو إس إس ترومان’ بسبب مناورة لتجنّب هجوم حوثي، وسقطت مقاتلة أخرى من طراز F-18 من على متن الحاملة ذاتها.”
وخلُص التحليل إلى أن “إعلان النصر المفاجئ يعكس كيف أن بعض أعضاء فريق الأمن القومي للرئيس قد استهانوا بجماعة معروفة بقدرتها على التحمل، وافترضوا خطأً أن ترامب مستعد للتورط في حرب جديدة بالشرق الأوسط، بالرغم من أنه خلال ولايته الأولى كان يسعى إلى سحب القوات من سوريا وأفغانستان والعراق.”