قال تحليل نشرته وكالة رويترز إن “جولة ترامب السريعة التي استمرت أربعة أيام، وشملت السعودية وقطر والإمارات، كانت أكثر من مجرد عرض دبلوماسي تخللته استثمارات مربحة. فقد كرّست ظهور نظام شرق أوسطي جديد تقوده الدول السنية، يتجاوز ما تبقى من “محور المقاومة” الذي تقوده إيران، ويهمّش إسرائيل.”
وأضاف التحليل أن “جولة ترامب شكّلت تهميشًا واضحًا لنتنياهو، الحليف الوثيق الذي كان أول زعيم أجنبي يزور واشنطن بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير، في ظل تزايد الاستياء في واشنطن من فشل إسرائيل في التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة.”
مشيرًا إلى أن “في رؤية ترامب الأقل أيديولوجية والأكثر براغماتية للشرق الأوسط، لم يعد بإمكان نتنياهو الاعتماد على الدعم الأميركي غير المشروط لأجندته اليمينية، حيث إن الولايات المتحدة لا تعتزم التخلي عن إسرائيل، التي تظل حليفًا رئيسيًا وذات دعم راسخ من الحزبين في واشنطن، لكنها أرادت إيصال رسالة إلى نتنياهو مفادها أن لأميركا مصالحها الخاصة في المنطقة، وأنها لا تقبل بأن يعيقها.”
واعتبر التحليل أن “صبر الولايات المتحدة تآكل، ليس فقط بسبب رفض نتنياهو وقف إطلاق النار في غزة، بل أيضًا لمعارضته إجراء محادثات أميركية مع إيران بشأن برنامجها النووي.”
لافتًا إلى أن “براغماتية ترامب دفعت به نحو إعادة توجيه الدبلوماسية الأميركية نحو الدول السنية الثرية، بزعامة السعودية، حيث كرّست زيارة ترامب الدور القيادي للسعودية في العالم العربي السني، بدلًا من إيران التي كانت تلعب هذا الدور سابقًا.”
وأوضح التحليل أن “النظام الإقليمي الجديد يتشكل الآن في الرياض، والدوحة، وأبوظبي، حيث تسعى هذه العواصم للحصول على أسلحة متطورة تحميها من إيران ووكلائها، إلى جانب تقنيات أميركية في مجالات الشرائح المتقدمة والذكاء الاصطناعي. وقد وجدت في ترامب شريكًا مناسبًا.”
مضيفًا أن “إسرائيل تُركت على الهامش، مع تعثر تطبيع العلاقات مع السعودية بسبب استمرار الحرب في غزة وغياب أي رؤية لحل سياسي، ومواصلة نتنياهو حملته ضد حماس، ما زاد من الفجوة مع إدارة ترامب.”