في 22 مايو المشؤم من كل عام، تمر ذكرى “يوم النكبة اليمنية”، يومٌ يُروّج له كإنجاز قومي، لكنه محفور في ذاكرة الجنوبيين كيوم مشؤوم طمَس ملامح دولتهم، وسرق حلم الاستقلال، ومهّد لعقودٍ من الظلم والتهميش والقمع. لم تكن “الوحدة” كما وُعد بها مشروعاً للاندماج والشراكة، بل كانت اجتياحاً مقنّعاً، ومقدمة لحرب اجتثت مؤسسات الجنوب، وأحلت محلها نظاماً يفرض بالقوة واقعاً لا يعترف بالتعدد ولا بالعدالة.
في هذا اليوم، لا يحتفل الجنوبيون، بل يسترجعون مشاهد الدبابات التي دخلت عدن، والدماء التي سالت في حرب 1994، ونهب الأرض والثروات، وطمس الهوية، وتسريح الكفاءات، والتضييق على الصوت الجنوبي المطالب بحقه.
إنه يوم لا يحمل في الجنوب سوى
الحزن والأسى، يوم يُجدد فيه أبناء الجنوب عهدهم بمواصلة نضالهم لاستعادة دولتهم وكرامتهم وهويتهم.
إنها ليست وحدة، بل نكسة تاريخية بكل المقاييس، سُلب فيها الجنوب دولته وهويته وسيادته. كانت كارثة سياسية ووطنية، ومسمارًا في جسد الجنوب المثخن بالجراح. إنها خديعة القرن، ويومٌ أسود في ذاكرة شعب لا يزال يناضل للخلاص من آثارها المدمرة.