في زمنٍ شهد تحولات جذرية في الجنوب، برز العميد علي ناصر المعكر كأحد القادة العسكريين المحنكين الذين تركوا بصمة لا تنسى في مسيرة الوطن العسكرية ومازال قائدا عسكريا صلبا ، ولد في كنف جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، حيث نشأ وتربى على مبادئ الوطنية والفخر .
تدرج العميد المعكر في المناصب العسكرية، بدءًا من ضابط شاب يسعى لصقل مهاراته، وصولًا إلى قائد لواء يتمتع بخبرة عميقة ورؤية استراتيجية.
الحديث عن القائد علي ناصر المعكر هو حديث عن رجل عسكري استثنائي بكل معنى الكلمة، وعندما أتحدث عنه لا أفعل ذلك كمحلل أو مراقب بل كشاهد على الفترة الممتدة من 2015م إلى اليوم، على الأقل، حيث انه اول من فكر في إدخال الدبابة شعلة في حرب ٢٠١٥ وهي الدبابة التي تصدت لعشرات الدبابات الحوفاشية في الضالع.
المعكر هو القائد العسكري المحنك كرمز للشجاعة والتضحية، إنه ذلك الضابط الذي تخرج من أكاديمية عسكرية جنوبية كانت رقم أربعة عربيا من حيث ترتيب الجيوش العربية ، وخاض غمار الحروب دفاعًا عن الوطن،لقد كان صاحب الدبابة التي أُطلق عليها لقب “شعلة الدبابة”، تلك الآلة الحربية التي تصدت ببسالة لعشرات الدبابات المعادية في عام 2015، حيث قصفت متارس العدو وواجهت جحافله، لتكون بمثابة الصدمة الأولى التي أوقفت زحف الغزاة.
هذا القائد الشجاع، الذي قاد معارك تحرير الضالع ، لم يكن مجرد عسكري عادي، بل كان مهندسًا لاستراتيجية عسكرية متكاملة، فقد أعد أسطول الدبابات في الضالع بعد أنتصار مايو، وعمل على ترتيب سلاح الدروع وصيانة الدبابات المتعطلة، ليطلق بها العنان نحو جبهة الحدود،وقد أشار محللون عسكريون إلى أن العميد علي ناصر كان له دور محوري في إعداد متارس للدبابات في الجبهة، مما أربك العدو وأسهم بشكل كبير في تحرير الضالع في عام 2015، وكتيبة الدبابات هي التي لعبت دور محوري في صناعة النصر في العام 2019م .
كيف يقال علي ناصر، ذلك القائد الذي واجه الإرهاب في عميران، وما زال لواؤه يتصدر خط النار الأول؟ إنه القائد الذي نال حب الضباط وصف الضباط وأفراد اللواء، حيث التقيت بعدد من هؤلاء الأفراد الذين عبروا عن مشاعرهم بصدق، يقولون إن المعكر لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان بمثابة الأب لهم، رمزاً للرعاية والدعم، إن قرار إقصائه يعتبر بالنسبة لهم بمثابة استبعاد لأب حنون، فقد كان يمثل لهم الأمان والاحتواء في خضم المعارك التي خاضوها،و إنهم يشعرون بأن فقدانه يعني فقدان الحماية والرعاية التي لطالما منحهم إياها.
علي ناصر، ذلك الرجل الذي يجسد القوة والعزيمة، يقاتل بشجاعة في ميادين المعارك، حيث تتعانق الدبابات والمدافع مع الرشاشات، لكنه في الوقت ذاته، لا يقتصر على السلاح، بل يستخدم الكلمة والسياسة والحنكة كأدوات فعالة في سعيه نحو النصر، كيف يمكن أن يقال رجل بهذا الحجم، وقد حقق إنجازات بارزة في مكافحة الإرهاب في أبين، حيث أصبح محط إعجاب المشائخ والأعيان، ولم يعد لهم حديث إلا عن القائد المعكر الذي أضفى على المنطقة روحاً جديدة من الأمل والتفاؤل، إن هذه المحبة والاحترام التي يحظى بهما ليست مجرد صدفة، بل هي هبة من الله، تُمنح لمن يستحقها بجدارة،
إن إقصاء قائد عسكري بحجم علي ناصر المعكر يُعتبر بمثابة زلزال يضرب أركان القوات المسلحة الجنوبية،فهو العسكري الوحيد الذي يمتلك الصفات القيادية اللازمة لمواجهة التحديات العسكرية التي تهدد الجنوب وقضيته السياسية.
وقد ذهب عدد من المحللين العسكريين إلى أن إقالته ليست مجرد قرار عسكري، بل هي مؤامرة مدبرة ضد الجيش الجنوبي قامت بها ثلة معينة، تهدف إلى تفكيك قواته وإفراغه من العناصر القادرة على الدفاع عن الأرض والقضية.
في ظل هذه الأجواء الحزينة والغاضبة، حذر ناشطون القيادة العليا من الذين يطبخون هذه المؤامرات وهم لا يدركون خطرها-بحسب الناشطون ، فالمشهد السياسي والعسكري يتطلب من القيادة العليا أن تكون يقظة وأن تتخذ خطوات ثابتة قبل فوات الأوان، لأن أي تهاون قد تكون له عواقب وخيمة على مستقبل الجنوب،وان اقالة عمود من أعمدة المقاومة وعسكريا فذا مثل القائد المعكر يلحق ضرر بالجسم العسكري الجنوبي.