في ظل تعقيدات الوضع للمرحلة يستميت المجلس الانتقالي الجنوبي لخوض حروبه المتعددة العسكرية والامنية والسياسية والدبلوماسية تستمر القوى الحاقدة على الجنوب بالتمترس خلف الملف الخدمي المرتبط بمؤسسات وجهات رسمية نافذة تتحكم وتسيطر على الوزارات السيادية وكل مايتعلق بالملف الاقتصادي الذي يستخدم كورقة ابتزاز لتركيع الشعب في الجنوب ومحاولة للي ذراع كيان شعب الجنوب وهو عشم ابليس في الجنة .
تحقيق اي نجاح او نصر عقب اي حرب لازم ان يعكس بثمار ايجابية تجاه الشعب تتمثل بتحسين مستوى الوضع الخدمي ، والمعيشي للمواطن لكن الحاصل في مفهوم قوى الشرعية الفاسدة العكس تتعمد في عرقلة تلك الثمار للنصر الجنوبي على الارض الجنوبية بمضاعفة معاناة المواطن وحرمانه من الحصول على حقه المشروع في التعليم ، والصحة ، والكهرباء ، والراتب ، وتعطيلها لاجهزة مكافحة الفساد .
لكل مرحلة طبيعتها ، وظروفها واسباب ونتائج فلم يكن المجلس الانتقالي حزب سياسي او تكتل لاحزاب تجمعها قاعدة هوية وثوابت وطنية واحدة مرتبطة بالازمة ومتسببة بجذورها ، بل كيان وطني له ثوابت وهوية ومشروع وطني مستقل تاسس في لحظة تاريخية ومرحلة معقدة تدار فيها الاوضاع بارادة الخارج وعدد من القوى ، ومن وحي الانتصارات التي تحققت بتحرير الجنوب ومن اجل مواصلة مسيرة النضال الوطني الجنوبي الممتد عمره لثلاثين عام وحماية المكتسبات التي تحققت وصولا لتحقيق مشروع استعادة دولة الجنوب جاء تاسيس ذلك الكيان الوطني الجنوبي .
الى متى سيظل البعض يقدر الاوضاع بطريقة خاطئة ويسهب في الجلد للذات متجاهلا العوامل الحقيقة التي انتجت هذه الظروف المعقدة ، والقوى المرتبطة بها وذات العلاقة بادارة المشهد وقيادة معركة الاخضاع، والتركيع لشعب الجنوب، واستخدام الملف الاقتصادي لتركيع ابناء الجنوب لايصالهم الى قناعة التخلي عن كيانهم المجلس الانتقالي ومشروعهم الوطني المتمثل باستعادة الدولة مقابل تمكين حقهم في الحصول على الخدمات .
نامل ان نخرج من مرحلة الغباء بتجاهل الواقع الحقيقي الذي منه تمارس حرب الخدمات واختلاق الازمات بحرمان المواطن الجنوبي من ابسط حقوقه وانتهاج ضغوطات كبيرة ضد الانتقالي كعوامل رئيسية لاستمرار الحرب الممنهجة لاستهداف الجبهة الداخلية الجنوبية ، وتقويض ارادة الشعب الجنوبي المساندة للمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي حامل المشروع الوطني المتمثل باستعادة دولة الجنوب .