قال تحليل نشره المركز العربي في واشنطن إن “اتفاق وقف إطلاق النار بين الحوثيين وأمريكا له آثار تتجاوز وقف هذا العنف، حيث يبدو أن ترامب قد رأى أن حملة القصف المكثفة ضد الحوثيين باهظة التكلفة للغاية، بالإضافة إلى احتمال تورط الولايات المتحدة في صراع آخر في الشرق الأوسط.”
وأضاف التحليل أن “هذا الاتفاق يشير إلى أنه ليس لدى ترامب رغبة في المساعدة في إنهاء الحرب الأهلية الطويلة في اليمن، كما يشير إلى أنه بدأ يفقد صبره مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب الحرب في غزة، وسوف يسعى في بعض الأحيان إلى تحقيق ما يراه مصالح أميركية دون التشاور مع إسرائيل.”
لافتًا إلى أنه “عندما تواصل المسؤولون العُمانيون مع مبعوث الرئيس ستيف ويتكوف في أوائل مايو بمقترح لإنهاء الصراع الأمريكي مع الحوثيين، وافق ترامب على الاتفاق فورًا، مشيرًا إلى أن سياسة ترامب للأمن القومي تبدو مزيجًا من الانعزالية، والضربات العسكرية المفاجئة، والسياسة الخارجية القائمة على الصفقات التجارية.”
وأوضح التحليل أن “الاتفاق فاجأ نتنياهو ولم يشمل وقف الهجمات على إسرائيل، مما يشير إلى التوتر في علاقته مع ترامب، كما أن سعي ترامب لعقد اتفاق نووي مع إيران، الذي يعارضه نتنياهو بشدة، يعد مؤشراً إضافياً على توتر العلاقة. وطالما أن نتنياهو لا يتبع قيادة ترامب لإنهاء حرب غزة، فقد لا يكون هناك حافز كبير لإعادة النظر في اتفاق وقف إطلاق النار مع الحوثيين لإجبارهم على عدم مهاجمة إسرائيل.”
مشيرًا إلى أن “المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن حذّر من أن الوضع الحالي غير قابل للاستمرار، خاصة مع التدهور الاقتصادي الحاد واستمرار انعدام الثقة بين الأطراف، وعلى إدارة ترامب أن تستجيب لهذا النداء وتستثمر علاقاتها الوثيقة مع سلطنة عُمان التي تحافظ على صلاتها بكل من الحكومة والحوثيين، للعمل مع الأمم المتحدة من أجل السلام.”
وخلص التحليل إلى أن “التصريحات الأخيرة لترامب وفانس تشير إلى أن إنهاء الحرب الأهلية في اليمن ليس أولوية أمريكية، ما يعكس مرة أخرى الطبيعة الانعزالية والأنانية لسياسة (أمريكا أولاً).”