كشف مركز أبحاث دولي معني بتوثيق النزاعات المسلحة عن تناقضات جوهرية في الروايات الأميركية والحوثية بشأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُبرم بين الطرفين في مايو الماضي، مشيراً إلى ما وصفه بـ”أجندات خفية” من الجانبين، وإلى أن الأزمة لا تزال بعيدة عن نهايتها.
جاء ذلك في دراسة صادرة عن “مشروع بيانات مواقع وأحداث الصراعات المسلحة حول العالم” (ACLED)، ونشرتها صحيفة الشرق الأوسط السعودية، سلطت الضوء على أن التصريحات الأميركية والحوثية بشأن التهدئة الأخيرة في البحر الأحمر تخفي وراءها تفاهمات غير معلنة وتقديرات سياسية معقدة، تتجاوز ما يُروّج له في العلن من رغبة في خفض التصعيد.
وبحسب الدراسة، فإن الإعلان المفاجئ للرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن “الحوثيين لا يريدون القتال وقد استسلموا”، أعقبه بيان رسمي صدر من العاصمة العُمانية مسقط – التي وصفتها الدراسة بـ”الوسيط الهادئ” – أعلن فيه الطرفان التزامهما بعدم استهداف بعضهما، بما يشمل السفن الأميركية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، إلا أن الوقائع على الأرض سرعان ما كذّبت تلك المؤشرات.
فرغم الاتفاق المعلن، واصل الحوثيون إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل، كما كشفوا عن ملحق “متحدٍ” للاتفاق يؤكد مضيهم في “نصرة غزة”، وتزامن ذلك مع خطاب لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي قلل فيه من شأن الاتفاق الذي وصفه بـ”ملاحظة جانبية”.