لم تمض سوى أيام قليلة على الرعاية الصينية لتوقيع اتفاق بكين بين السعودية وإيران ،والذي تضمن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح سفارتي البلدين في الرياض وطهران خلال مدة أقصاها ستين يوماً ،مع تأكيد البلدين على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية،مع إعادة تفعيل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين،هاهي الإمارات تستقبل صباح يومنا هذا الخميس الأدميرال علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في أبوظبي الذي وصل إليها في زيارة رسمية بدعوة من نظيره الاماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل النهيان رئيس جهاز الأمن القومي الاماراتي،فلماذا هذا التسابق والتسارع الخليجي في الانفتاح على ايران؟!!!. في الحقيقية أن العلاقات الاماراتية -الايرانية،كانت في وضعاً جيداً وطبيعياً ،وكانت ولازالت الإمارات تحتل المرتبة الأولى عربياً في التبادل التجاري مع ابران،ولم تنقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ،ولكن جرى تخفيض التمثيل الدبلوماسي الإماراتي مع ايران في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ،مع انخفاض في حجم التبادل التجاري بسبب العقوبات الأمريكية على إيران ،وشهدت العلاقة بين البلدين بعض التوتر خلال السنوات الاخيرة،بسبب المشاركة العسكرية الفاعلة لدولة الإمارات في ،،عاصفة الحزم،،و تطبيع دولة الإمارات العربية المتحدة علاقاتها مع دولة اسرائيل،ورغم ذلك التوتر إلا أن الزيارات المتبادلة بين البلدين لم تنقطع،واخرها كانت زيارة طهران من قبل الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية ،والشيخ طحنون بن زايد قبل عام تقريباً ،لذلك فإن تحسن العلاقات الاماراتية -الايرانية وتطورها في بعض المجالات يبدو منطقياً،لكن العلاقات السعودية- الايرانية، ومنذ قيام الثورة الشعبية الإيرانية ضد نظام الشاة محمد رضاء بهلوي في فيراير1979م، فلم تكن طبيعية ابداً،وكانت تتراوح بين السيئ والاسوئ، وحجم الاشتباك بين البلدين كبير جداً في العديد من الملفات في المنطقة الخليجية والعربية،واكثرها حدة هو الملف اللبناني والملف اليمني، والملف البحريني ،بالاضافة للملف السوري والعراقي والعلاقات الخليجية الإيرانية بشكل عام ومنها البرنامج النووي الإيراني ،والتواجد العسكري الأجنبي في دول الخليج ،وغيرها من الملفات الداخلية للبلدين ،ولايمكن أن يحل كل هذه الخلافات اتفاق،،بكين،،لكنه يمثل البداية،لكن تطبيع العلاقات بشكل كامل ،يحتاج للعديد من الاتفاقيات ولبضع سنوات ،حتى يتم التوافق على حل أهم الملفات في المنطقة. هذا إذا صدقت النوايا من الجانبين،كما أن هناك دولاً إقليمية تسعى لتعطيل التقارب الخليجي – الإيراني ،بالاضافة لردة الفعل الأمريكية – البريطانية تجاه الصين التي اقتحمت منطقة نفوذ أمريكية – بريطانية منذ أكثر من ثمانين عاماً ،فهل ستقف امريكا وحلفائها الغربيين موقف المتفرج على هذا التمدد الجيو سياسي الصيني؟!!!.لااعتقد ان تطبيع العلاقات سيكون بهذه السهولة أبداً !!! انا في تقديري أن هذا الضخ الإعلامي ،وهذا الانفتاح الخليجي المفاجئ ليس طبيعياً ،ويثير العديد من التساؤلات والشكوك ،وان وراء كل ذلك تطورات مفاجئة واحداث متسارعة ستشهدها المنطقة وان عملاً عسكرياً في المنطقة قد أصبح وشيكاً. فهل هذا التسارع الخليجي للانفتاح على إيران يعتبر بمثابةتمويه لإيران من ناحية ،ولتجنب الضربة الايرانية المضادة وإبعاد دول الخليج عن ساحة الحرب؟!! ،بعد أن تأكدت دول الخليج وبالذات السعودية والإمارات ،ان هناك ضربة عسكرية أمريكية اسرائيلية قادمة،وان قرار تنفيذ هذه الضربة قد تم اتخاذه بالفعل فسارعوا للانفتاح مع إيران لتجنب ضربة عسكرية إيرانية موجعة. الكثير من التسريبات الامنية والتقارير من العديد من مراكز الدراسات العسكرية الأمريكية والبريطانية ،تشير أن هناك ضربة عسكرية أمريكية _ اسرائيلية للمواقع النووية الإيرانية ،بعد أن بلغ هذا البرنامج مراحل متقدمة جداً ،ولايمكن السيطرة عليه ،ويجب إعادته إلى الخلف لبضع سنوات ،بضربة عسكرية مكثفة ،قوية وخاطفة ومحددة بالمواقع النووية الايرانيةفقط،لكي يكون الرد الايراني محدوداً ويضمنوا أن لا تتوسع الحرب وتشمل المنطقة بإكملها تحياتي لكم م.مقبل ناجي مسعد 16مارس 2023م