بنزول الصرف في المحافظات المحررة شعر الشعب ببارقة أمل في آخر النفق فبعد سنوات من الانهيار وغياب الدولة وانفلات السوق وجد المواطن نفسه لأول مرة يتنفس الصعداء بفضل قرارات شجاعة من رئيس الوزراء الدكتور أحمد بن بريك الذي أعلنها حربًا لا تراجع فيها ضد رموز الفساد وضد منظومة النهب والتجويع التي حولت الدولة إلى أداة انتقام من الخصوم السياسيين لا أداة لخدمة الشعب
نكتبها اليوم بصدق ومن عمق الجراح يا رئيس الوزراء إن قلوبنا قبل ألسنتنا تدعو لك ليلًا ونهارًا فأنت من أرسله الله في لحظة حرجة ولن يخذلك أبدًا واصل حربك فالفساد لم يعد مجرد ملف إداري بل صار سلاحًا يقتل الكهول الذين يموتون بلا دواء ويمرغ كرامة الرجال في وحل الحاجة ويترك النساء والأطفال يتضورون جوعًا ويذبلون تحت وطأة المرض
ما قمت به من إجراءات اقتصادية أنعشت الأمل لن يكون نهاية الطريق بل بدايته ونزول الصرف يجب أن يكون أول معركة في حرب طويلة تستهدف أولئك الذين حوّلوا موارد الدولة إلى أرصدة شخصية وجعلوا من خدمات الناس أدوات للابتزاز السياسي
نكتب لك يا رئيس الوزراء بلغة شعب أثقلته المعاناة وعضّه الجوع وذلّه المرض بأنك اليوم لست وحدك فالله معك ودعاء الناس من خلفك وهؤلاء لن يُهزموا أبدًا فاستمر وكن واثقًا أن كل شريف في هذا الوطن سيكون في صفك لأن هذه معركة الجميع معركة استعادة الدولة من بين أنياب الفاسدين وإعادة الكرامة لمن ظن أن لا كرامة في وطن يُدار من خلف الكواليس
اصنع المجد بيدك واترك أثرًا تذكره الأجيال فمثل هذه اللحظات تصنع التاريخ وشعبنا يستحق أن يعيش كغيره شعبنا يستحق أن يفرح ولو مرة بعد كل هذه الأحزان