صفقة ألاسكا تمثل نقطة انعطاف تاريخية في المشهد الجيوسياسي حيث يجتمع قطبا القوة العالمية فلاديمير بوتين ودونالد ترامب في لقاء يوصف بأنه مغلق على اللاعبين الرئيسيين، بينما تُدفع أوروبا ومعها أوكرانيا إلى هامش المعادلة… القارة العجوز التي كانت يوماً مركز القرار الدولي تجد نفسها اليوم على مقاعد المتفرجين، تركب قطار التهميش متجهة نحو فقدان مكانتها الاستراتيجية وقدرتها على التأثير في مسار الأحداث العالمية.. ووفق تقديرات المراقبين فإن هذه الصفقة قد تُعيد رسم الخريطة الجيوسياسية لأوروبا عبر تسويات لا تضع في اعتبارها سوى مصالح القوى الكبرى لتتركها تواجه بمفردها أزمات أمنية متفاقمة وضغوطاً سياسية، واختلالات اقتصادية. في المقابل قد يسعى ترامب لتوظيف الصفقة كأداة لتعزيز إرثه السياسي وربما الظفر بجائزة نوبل للسلام…إن صفقة ألاسكا ليست مجرد اجتماع دبلوماسي رفيع المستوى؛ بل هي اختبار حاسم ونهائي لمدى قدرة أوروبا على البقاء فاعلاً مؤثراً في هيكل النظام العالمي الجديد. ماذا جنت أوروبا من عسكرة أوكرانيا؟ ماذا أسفر عنه الدعم الأوروبي غير المشروط؟ النتيجة: أزمات اقتصادية خانقة تعصف بالقارة وأزمة طاقة غير مسبوقة… ومع هذ اللقاء الذي يجمع ترامب وبوتين تتلقى أوروبا أكبر صفعة جيوسياسية وهزيمة استراتيجية واقتصادية ونفسية تعمق أوجاعها.