قال تحليل نشرته مجلة فورين بوليسي إنه “منذ انتهاء حرب يونيو 2025 بين إسرائيل وإيران، ظهرت تقارير عدة تشير إلى أن بكين تساعد طهران في إعادة بناء قدراتها العسكرية. وإذا صح ذلك، فسيشكل تحولًا كبيرًا عن سياسة الحياد التي التزمتها الصين تقليديًا إزاء صراعات الشرق الأوسط.”
وأضاف التحليل أن “المشهد يبدو وكأنه يعيد إنتاج صراع بالوكالة على النمط الذي عرفته الحرب الباردة. فقد وجّهت الولايات المتحدة وإسرائيل ضربات موجعة لإيران، بينما ترى الصين أنه يتعين عليها حماية استثماراتها في طهران عبر مساعدتها على إعادة بناء قدراتها العسكرية.”
وأشار إلى أن “مصالح الصين في الشرق الأوسط تتركز حول البيع والشراء (خصوصًا الطاقة). أي أن بكين تريد الاستقرار الإقليمي، وتدفقًا حرًا للموارد، وحرية الملاحة، والوصول إلى الأسواق.”
وأضاف أن “هذه المصالح تتقاطع مع مصالح الولايات المتحدة، لكن بدل التعاون، نجد واشنطن وبكين في مواجهة تنافسية إستراتيجية ترتبط أقل بالشرق الأوسط وأكثر بتايوان وآسيا، وبالصراع بين قوة راسخة وأخرى صاعدة تسعى لتغيير النظام الدولي لصالحها.”
ويرى التحليل أن “هذا التنافس ينعكس في الشرق الأوسط أيضًا، ويتجلى في ملفات عدة: ففي البحر الأحمر، أبرمت الصين صفقة مع الحوثيين لحماية سفنها، بينما اعتمدت الولايات المتحدة القوة العسكرية لردعهم، الأمر الذي يستنزف مواردها ويمنح بكين ميزة إستراتيجية. كما تستغل الصين الدعم الأميركي لإسرائيل لانتقاد واشنطن والإضرار بصورتها عالميًا وكسب أوراق فيما يُعرف بـ “الجنوب العالمي”.”
واعتبر أن “التعامل مع الحوثيين أو رفع حدة الخطاب ضد إسرائيل يبقى منخفض الكلفة لبكين مقارنة مع علاقتها بإيران التي تمثل حاجة فعلية لها. فالصين تستورد نحو 13% من نفطها من طهران، ولهذا السبب أصبحت بكين مستثمرة في استقرار إيران.”
وخلُص التحليل إلى أن “هذا المشهد يشبه نمط الحرب الباردة حين دعمت موسكو مصر بعد هزيمة 1967، واليوم يتكرر التوازن بين واشنطن وإسرائيل من جهة، وبكين وإيران من جهة أخرى. ورغم اختلاف الظروف، إلا أن المنطقة باتت ساحة تنافس إستراتيجي يرفع المخاطر العالمية.”