قال تحليل نشرته مجلة أوراسيا ريفيو إن “الضربة الجوية الإسرائيلية على قطر لم تكن مجرد عملية عسكرية، بل زلزالًا جيوسياسيًا هز قواعد اللعبة في الخليج.”
ورأى التحليل أن “العملية مثّلت خرقًا خطيرًا لسيادة قطر، وأطاحت بقاعدة إقليمية راسخة كانت تعتبر دول الخليج، خصوصًا الحليفة لواشنطن، خارج نطاق الاستهداف العسكري، ما أدخل دبلوماسية الخليج وأمنه في حالة من عدم اليقين.”
وأضاف التحليل أن “بينما أرادت إسرائيل إيصال رسالة قوة إلى حماس وخصومها الإقليميين، فإنها في المقابل قوّضت الدور الأميركي، وأضعفت الوساطة القطرية، وزعزعت البنية الأمنية التي بُنيت على اتفاقيات إبراهام.”
مشيرًا إلى أنها “رسالة موجهة أيضًا إلى الأطراف الإقليمية، لتأكيد استعداد إسرائيل للتحرك منفردة إذا رأت ضرورة استراتيجية، حتى لو أدى ذلك إلى توتير تحالفاتها الحيوية.”
واعتبر التحليل أن “الدوحة تواجه خطر تآكل مكانتها كوسيط محايد، خاصة أن هذه ثاني مرة خلال ثلاثة أشهر تُستهدف فيها سيادتها، مما يعكس تراجعًا مقلقًا في أعراف أمن الخليج.”
لافتًا إلى أن “الحادثة كشفت أيضًا هشاشة الاعتماد الخليجي على القوى الخارجية، خصوصًا مع رد الفعل الأميركي الفاتر تجاه هجوم إيراني سابق على قطر في يونيو.”
وأوضح التحليل أن “الضربة تكشف عن تحول إسرائيلي نحو عمليات عسكرية أحادية جريئة بتبعات دبلوماسية واسعة. فهي تهدد بنسف الأعراف المتعلقة بالسيادة وتضعف الثقة في الضمانات الأميركية، كما تعيد طرح تساؤلات حول مستقبل اتفاقيات إبراهام. وقد تدفع قطر إلى إعادة تقييم دورها الوسيط والمطالبة بضمانات دولية أكبر.”
مضيفًا أن ذلك قد “يدفع دول الخليج إلى تنويع تحالفاتها الأمنية وتقليص الاعتماد على واشنطن، مع ما يترتب على ذلك من تغييرات في هيكل الأمن الإقليمي.”
وخلُص التحليل إلى أن “القوة العسكرية قد تحسم معركة، لكنها لا تصنع استقرارًا مستدامًا. فالدبلوماسية والثقة تظل العملة الأهم في الخليج، والضربة الإسرائيلية مرشحة لإشعال سلسلة من التفاعلات التي قد تعمّق الانقسام وتفتح الباب أمام تصعيد أوسع يمتد أثره إلى ما وراء حدود المنطقة.”