في الوقت الذي تستمر فيه معظم التشكيلات العسكرية والأمنية الأخرى بصرف رواتبها بانتظام نهاية كل شهر، لا يزال أبطال القوات الجنوبية المنضوية تحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي محرومين من مستحقاتهم المالية منذ أشهر الأمر الذي أثار حالة من الاستياء الواسع والتساؤلات المشروعة حول أسباب هذا التمييز الواضح.
فبينما يتسلم أفراد الوحدات العسكرية الأخرى رواتبهم بشكل منتظم، يقف المقاتل الجنوبي يرابط في الجبهات القتالية، مدافعًا عن أرضه ووطنه، أمام ضغوط معيشية واقتصادية خانقة نتيجة غياب راتبه الذي يعتبر شريان الحياة الوحيد له ولأسرته.
ويؤكد أبطال القوات الجنوبية أن تأخير الرواتب لم يثنهم عن مواصلة واجبهم الوطني بشجاعة وانضباط، حيث انهم مستعدون ان يضحون بالغالي والنفيس ويخوضون معارك شرسة ضد الأعداء في معركة وجودية تهدف للدفاع عن الوطن الجنوبي وكسر أطماع المشروع الفارسي في جزيرة العرب
غير أن استمرار هذا الوضع المأساوي، دون أي توضيح رسمي أو مبررات من الجهات المختصة، وضعهم في مربع “الإهمال والتجاهل”، الأمر الذي يضاعف من معاناتهم الإنسانية ويزيد من شعورهم بالخذلان، خصوصًا وهم يشاهدون زملاءهم في القوات الأخرى يتقاضون مستحقاتهم بانتظام.
وجدد المقاتلون الجنوبيون مناشدتهم للقيادات العسكرية والسياسية وصنّاع القرار، بسرعة التدخل لصرف رواتبهم المتأخرة مؤكدين أن حقوقهم المالية حق مشروع لا يجوز ربطها بأي خلافات سياسية أو حسابات ضيقة.
كما دعا المقاتلون بعدم الزج بهم في دوامة التجاذبات أو سياسات “التجويع والتركيع”، فهم يؤدون واجبهم الوطني بعيدًا عن أي أجندات، ويستحقون أن يُكرَّموا لا أن يُعاقَبوا بحرمان أسرهم من أبسط مقومات العيش الكريم.
ويختم المقاتلون رسالتهم بتأكيد صمودهم في مواقع الشرف والبطولة، مهما اشتدت الظروف، لكنهم يطالبون في الوقت نفسه بإنصافهم ومعاملتهم أسوة ببقية القوات، حتى يتمكنوا من مواصلة معركتهم الوطنية دون تميز وحرمان