في خضم الأحداث المتسارعة والتحديات الأمنية والعسكرية التي يشهدها الجنوب، يبرز أسد الميدان وقائد من طراز استثنائي، إنه القائد صبري الحالمي، قائد الكتيبة الثالثة في اللواء الأول صاعقة، وقائد قطاع الجب شمال غرب الضالع، أحد أولئك الرجال الذين سطّروا أسماءهم في سجل المجد بحروف من ذهب، بما قدّموه من بطولات وتضحيات دفاعًا عن الأرض والعرض والهوية الجنوبية.
منذ انطلاقته الأولى في صفوف القوات الجنوبية، عُرف القائد صبري الحالمي بصلابته النادرة وثباته الأسطوري في أحلك الظروف. لم يكن مجرد قائد ميداني، بل عقل استراتيجي يدير المعركة ببصيرة القائد الحكيم وخبرة المقاتل الصلب، يعرف متى يهاجم ومتى يناور، وكيف يُربك خصمه ويهزمه قبل أن يقترب من ساحات الوغى والنزال . لقد خاض غمار المعارك في أكثر الجبهات سخونة، وكان دومًا في مقدمة الصفوف، يقود رجاله بنفسه، يوجّههم بحزم الواثق وإيمان المقاتل الذي لا يعرف التراجع والانكسار
لقد صنع “الحالمي” من الميدان مدرسة في القيادة والانضباط والتكتيك العسكري؛ لا يكتفي بإصدار الأوامر من بعيد، بل يعيش تفاصيل المعركة لحظة بلحظة، يتفقد مواقع رجاله، يزرع فيهم الثقة، ويقودهم بالفعل قبل القول. ولذلك لم يكن غريبًا أن يحظى بتقدير واسع بين صفوف المقاتلين والضباط في القوات الجنوبية.
حين يُذكر اسم صبري الحالمي، يتبادر إلى الأذهان رجل المواقف الصعبة وصوت الحسم في ساعات الخطر، وقائد الانضباط الذي يُشهد له بالحكمة والشجاعة معًا.
يكفي أن يُقال في أي مهمة ميدانية: “صبري في المقدمة”، حتى تعم الطمأنينة بين المقاتلين، لأن اسمه أصبح مرادفًا للحنكة والانتصار في كل الميادين.
القائد صبري لم يكن مجرد قائد في موقع مسؤولية، بل هو مدرسة قيادية متكاملة، جمع بين الفكر العسكري الراقي والتكتيك الميداني الفذ والانتماء الصادق لقضيته ووطنه. لقد شكّل وجوده في قيادة قطاع الجب إضافة نوعية للجهود الأمنية والعسكرية، وأسهم في ترسيخ الاستقرار وتعزيز الجاهزية والانضباط في خطوط المواجهة.
وفي زمن التحديات الكبرى، يظل أمثال القائد صبري الحالمي صمّام أمان ومصدر فخر لكل جنوبي حر، يجسدون الوطنية عملاً لا قولاً، ويبنون المجد بعرقهم وصبرهم وتضحياتهم.
تحية إجلال وإكبار لكل القادة والجنود الأوفياء الذين يحملون على عاتقهم مسؤولية الدفاع عن الجنوب وصون كرامته، وفي مقدمتهم القائد صبري الحالمي، الذي سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة الأحرار، شاهدًا على مرحلة من أنبل مراحل الصمود والتاريخ الجنوبي المشرق.