في عمق جبال #الأزارق بمحافظة الضالع، تعيش قرى منطقة #المعفاري أزمة عطش خانقة تهدد حياة أكثر من ثلاثة آلاف نسمة، بعد أن جفت مياه الأمطار ولايوجد هناك ابار سطحية، وتحولت رحلة البحث عن الماء إلى معاناة يومية للأهالي، خصوصاً النساء والأطفال الذين يقطعون مسافات طويلة في طرق وعرة تحت حرارة الشمس من أجل الحصول على ما يسد حاجة يومهم من مياه الشرب..
مسألة البحث عن مياه الشرب تسببت في انقطاع عشرات التلميذات والطالبات عن التعليم وترك المدرسة بالإضافة إلى معاناة الفتيات بالذات صغار السن الذي فرضت عليهن الظروف إلى مشاركة اسرهن في جلب ماء الشرب من مناطق بعيدة جدا..
تلك المعاناة الممتدة منذ سنوات دفعت عدداً من الناشطين والشخصيات الاجتماعية إلى إطلاق حملة “شركاء سقي الخير”، وهي مبادرة إنسانية تهدف إلى حفر بئر مياه عميقة بعمق 350 متراً لتوفير مصدر دائم للمياه العذبة لأهالي المنطقة..
ووفق القائمين على الحملة، فإن تكلفة المرحلة الأولى من المشروع (حفر البئر) تُقدّر بنحو 60,000 دولار أمريكي، وتشمل أعمال الحفر والدراسات الجيولوجية الأولية وتجهيز الموقع..
وأوضح رئيس لجنة المشروع مراد علي عبيد حسين في تصريح صحفي أن “المعفاري تعاني من نقص حاد في المياه منذ سنوات، وقد آن الأوان لأن يكون لأهلها مصدر مستدام يخفف عنهم مشقة العطش ويعيد للحياة دورتها الطبيعية في المنطقة”..
الحملة شهدت منذ انطلاقها تجاوباً من بعض رجال الخير، حيث قدّم الأمير عبد الهادي بن علي شايف دعما قدره 10,000 دولار، فيما تبرع عبد السلام علي عبيد بمبلغ 5,000 ريال سعودي، إلى جانب مساهمات مجتمعية من أبناء المنطقة وصلت إلى 30,000 ريال سعودي، بالإضافة إلى تبرعات رمزية من فاعلي خير آخرين..
ويرى ناشطون محليون أن هذه المبادرة تمثل نموذجا لتكاتف المجتمع المدني والقطاع الخاص في مواجهة الأزمات الإنسانية بعيدًا عن التجاذبات السياسية، مؤكدين أن دعم مثل هذه المشاريع يعبّر عن “الإعلام الإنساني الحقيقي” الذي يسلّط الضوء على احتياجات الناس ومعاناتهم.
وقد دعا منظمو الحملة جميع المؤسسات الإعلامية والصحفيين إلى تبني خطاب إنساني يسهم في إيصال صوت المحتاجين، مؤكدين أن بئر المعفاري ليست مشروعًا هندسيًا فحسب، بل شريان حياةٍ يعيد الأمل لآلاف البشر..