تشهد مديرية الأزارق بمحافظة الضالع جفافًا حادًا وغير مسبوق، ضرب مناطق متفرقة من المديرية منذ أكثر من عام، وسط مخاوف متزايدة من تفاقم الأزمة خلال العام الثاني على التوالي.
وأفاد مواطنون من قرية حقلين والقرى المجاورة لها في مركز موعد حماده، بأن منسوب المياه في الآبار والخزانات الجماعية انخفض إلى مستويات خطيرة، فيما نضبت العديد من السدود، الأمر الذي أثار حالة من القلق والخوف بين الأهالي، في ظل انقطاع الرواتب وارتفاع أجرة صهاريج نقل المياه (الوايتات) إلى نحو 200 ألف ريال بحسب أصحابها.
وقال الأهالي إن الجفاف الحالي لم تشهده المنطقة من قبل، حيث يبست الأراضي الزراعية وماتت المواشي، وبدأت بعض الأسر تفكر بالنزوح إلى مناطق أخرى بحثًا عن الماء ومقومات الحياة الأساسية.
وتتركز الأزمة في مناطق وادي البن وقرى موعد حماده شمال مديرية الأزارق، التي تعاني من نضوب شبه كامل في الآبار السطحية، رغم أنها كانت تشهد في مثل هذا الوقت من العام تدفقًا في المياه الجارية. ويؤكد السكان أن ضعف هطول الأمطار خلال المواسم الماضية فاقم الوضع، إذ لم تعد كميات الأمطار كافية لتغذية الآبار أو خزانات حصاد المياه.
وأشارت مصادر محلية إلى أن عشرات من صهاريج نقل المياه تتجه يوميًا إلى المناطق الجنوبية من المديرية بحثًا عن مياه الشرب، في مشهد يعكس عمق الأزمة المائية التي تضرب الأزارق.
من جهتهم، ناشد المزارعون والوجهاء المحليون السلطات المختصة والمنظمات الإنسانية بسرعة التدخل لإنقاذ الأهالي من كارثة إنسانية وشيكة، عبر تنفيذ مشاريع مياه مستدامة كحفر الآبار الارتوازية العميقة وبناء السدود والحواجز المائية لحصاد مياه الأمطار، خصوصًا في المناطق الجبلية كقرية حقلين التي تُعد من أكثر المناطق تضررًا.
وأكد المواطنون أن معاناتهم لم تعد تقتصر على نقص المياه فحسب، بل امتدت إلى نفوق المواشي وتدهور النشاط الزراعي، بما في ذلك محصول القات الذي يمثل مصدر الدخل الوحيد لعدد كبير من الأسر في الأودية، بعدما جفت التربة ويَبِسَت الغروس بسبب شح المياه.
ويحذر الأهالي من أن استمرار هذا الوضع دون حلول عاجلة قد يؤدي إلى موجة نزوح داخلية واسعة، خصوصًا مع استمرار ارتفاع تكاليف نقل المياه واستنزاف ما تبقى من مصادر المياه الجوفية.