كم يصعُب على المرء أن يكتب عن عزيز كان كالشعلة ينير الطريق و أصبح في رحاب المولى عز وجل و هذه سنة الحياة وإرادة المولى سبحانه وتعالى، قبل عام من الأن في 1 نوفمبر 2024م صدمت بخبر وفاة الأخ والصديق و رفيق الدرب العميد/ نصر شائف (أبو نادر) ، الشخصية الوطنية الفذه الذي ذاع صيته وطغت أعماله الكبيرة على معظم حياته وأثره على من يحيط به .
كان نصر ( أبو نادر ) خير جليس وحسن الحديث ، متواضع مع زملائه وكان رحمه الله لا تفارقه الابتسامه، من منا لم يسمع عن العميد نصر فهو من القيادات العسكرية والأمنية النزيهة و المجربة المخضرمة، و الذي تتلمذ على يديه الكثير من ضباط وأفراد الأمن .
العميد نصر هو من العناصر الأولى المؤسسة لجهاز أمن الثورة الذي سُمي لاحقاً بوزارة أمن الدولة فقد ، مُنح الفقيد دورة في جمهورية ألمانيا الديمقراطيه برفقة مجموعة من زملائه وكان كاتب هذه السطور أحد أفراد هذه الدورة، وعند عودتهم إلى أرض الوطن أعطيت لهم أول مهمة في بناء دائرة الحماية العسكرية التابع لجهاز أمن الثورة من الصفر ، وكان هو وبعض الزملاء يعملون على مدار الساعة لتنفيذ هذه المهمة الوطنية الكبيرة ، حيث تم وضع هيكل لهذه الدائرة وكان من أولى مهامها تجنيد وتدريب وتأهيل الأفراد المستجدين، وقد نفذ هذه المهمة مع زملائه على أكمل وجه وأصبحت الدائرة العسكرية هي أهم دائرة في وزارة أمن الدولة.
بعد ذلك تم تحويله إلى ديوان الوزارة لما اقتضتهُ مصلحة العمل ولما يتمتع به من خبرات ومواقف شجاعة وصلبة وملكات قيادية و كلف بعدة مهام في الوزارة نجح بها نجاح منقطع النظير بشهادة رؤسائه ، كما كان الفقيد يتمتع بوعي عسكري وسياسي ظهر ذلك من خلال تقييمه و قراءته للواقع قراؤة صحيحة حيث لم يكن من ذوي النزغ و الشطحات بل كان هادئاً رصيناً يتخذ القرار المناسب في الزمان المناسب .
عند قيام الحرب الظالمة على الحنوب عام 1994م كان قائداً لكتيبة أمن الدولة التي تم تكليفها لصد هجوم العدو في جبهة بئر احمد ومدينة الشعب وفي الوقت الذي هجم العدو فيه بالدبابات والمدرعات والاطقم، صمد هو و رفاقه صمود الأبطال ولم يتخاذلوا ويتركوا مواقعهم رغم أن عددهم كان قليل وما لديهم من أسلحة لا توازي نوعية وحجم الأسلحة التي يملكها العدو، و قد أستشهد و جرح العديد من أفضل و خيرة الرجال الذين كانوا تحت قيادة رفيقنا الغالي .
عند إحتلال عدن في عام 1994م كان نصر من القيادات التي تمتلك الشجاعة والاقدام للجهر برفض قوى الاحتلال العفاشي و بقائها، لذلك تم استبعادهم قسراً في المنازل لكن هذا لم يثني فقيدنا الغالي و لم يبقى مكتوف الأيدي بل ساهم بكل إمكانياته وخبراته في العمل مع زملائه المناضلين من القيادات العسكرية و الأمنية في تأسيس جمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين التي كان لها الدور الحاسم في الحراك السلمي الجنوبي وشكلت منعطفاً هاماً في مسيرة الحراك.
بعد إنتصار عدن على القوات الحوثعفاشية في حرب 2015م وأثناء تشكيل اللجان المجتمعية في عدن كلف العميد نصر شائف من قبل قيادة المحافظة بتشكيل اللجان المجتمعية في مديرية المعلا، و قد عمل ليلاً و نهاراً لتنفيذ هذه المهمة، حيث عمل هيكل متكامل للجان في المديرية و قسم المديرية إلى مربعات و نجح في هذه المهمه بشكل كبير و ملحوظ بشهادة الجميع، رغم أنه لم يستلم أي ميزانية تشغيلية مقابل هذا العمل بل كان يعمل بشكل طوعي وذاتي .
عمل بكل جهد وبذل كل ما في وسعه و كانت ضريبة ذلك تدهور حالته الصحية والبدنية، و رغم هذا فهو لم يشكو أو يطلب اي مساعدات من أي جهة كانت بل كان شجاعاً واقفاً في وجه المرض حتى وافته المنية في 2024/11/1م..
رحم الله صديقي و أخي و رفيق دربي العميد نصر شائف سعيد ( أبو نادر) و اسكنه فسيح جناته ، نم قرير العين أخي الغالي فنحن على دربك سنظل سائرون، و ستبقى ذكراك العطرة في قلوبنا ما حيينا .