في لحظة موجعة تختصر مسيرة رجل تساوت عنده الحياة والموت حين يتعلق الأمر بالوطن، رحل الفقيد البطل رعد الصولاني بعيدًا عن تراب الجنوب الذي عشقه، ليفارق الحياة على متن طائرة خلال رحلته من مصر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تاركًا خلفه سيرة نضال عامرة بالشجاعة والمروءة والانتماء الصادق. للجنوب
من الميلاد إلى جبهات الشرف والبطولة نحو المجد وُلِد الفقيد في 2 مارس 1993، وترعرع حاملًا في قلبه إيمانًا راسخًا بعدالة القضية الجنوبية. ورغم استقراره في الولايات المتحدة الأمريكية حيث تتوفر حياة الراحة والرفاهية، إلا أن لحظة الواجب نادته، ليلبّي النداء دون تردد، عائدًا إلى وطنه ليضع اسمه في قائمة الرجال الاوفياء الذين لا يتأخرون عن الدفاع عن الأرض والعرض.والدين والسياده الجنوبية
في عام 2019، ومع اشتداد المعارك لتحرير مدينة قعطبة، كان رعد الصولاني في مقدمة الصفوف، يقاتل بكل عزيمة وإقدام ضمن قوات اللواء الأول صاعقة. بجبهات شمال الضالع، حيث تكون الحياة على حافة الموت، كان الفقيد يقاتل إلى جانب القائد أبو قاسم الصولاني، بانتمائه وشجاعته، مقتحمًا مواقع العدو بشراسة لا تصدر إلا عن الرجال الذين نذروا أنفسهم للوطن.
وفي المعارك الضارية، أصيب رعد إصابة بالغة وهو يقاتل ببسالة، يسند رفاقه ويشد من أزرهم، لتكتب دماؤه الطاهرة جزءًا من ملحمة تحرير قعطبة. ومنذ ذلك اليوم دخل رحلة علاج طويلة تنقّل خلالها بين عدة دول، كان آخرها مصر، قبل أن يفارق الحياة خلال سفره لاستكمال علاجه إلى الولايات المتحدة.
لم يكن الفقيد رعد الصولاني مجرد مقاتل عابر في ساحة الحرب؛ بل كان قصة انتماء استثنائية. ترك حياة مستقرة وهادئة في أمريكا، حياة يمكن لأي إنسان أن يتمسك بها، لكنه اختار أن يكون في قلب النار، بين إخوانه المقاتلين، في الخطوط الأمامية لجبهات شمال الضالع، يقاتل بوعي وإيمان، لا طلبًا للظهور، ولا بحثًا عن مكسب، بل لأن الوطن كان يسكنه.
هذا القرار وحده يكفي ليخلده في ذاكرة الجنوب كواحد من الرجال الذين يكتبون أسمائهم بالدم لا بالحبر حيث فارق الحياة على متن الطائرة، في مشهد يليق بالغرباء الذين يأخذهم القدر بعيدًا عن أرضهم. وقد جرت اليوم مراسم دفنه في الولايات المتحدة الأمريكية، وسط حضور من أبناء الجالية الجنوبية، وأصدقائه ومحبّيه الذين ودّعوه بقلوب دامية وعيون دامعة.
لقد كان الفقيد البطل رعد الصولاني في الصفوف الأولى لمواجهة مليشيات الحوثي إلى جانب القائد أبو قاسم الصولاني. ترك حياة الرفاهية في أمريكا واختار أن يقف بجانب إخوانه في القوات المسلحة والمقاومة، حيث روى بدمه الطاهر تراب هذا الوطن جريحًا في الخطوط الأمامية من جبهة الضالع. نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويحشره مع الشهداء والصديقين.”
برحيل الفقيد رعد الصولاني فقد الجنوب واحدًا من أبنائه الأحرار ، الذين آمنوا بالقضية وحملوا السلاح دفاعًا عنها. لم يكن مجرد رقم يُضاف إلى قائمة الجرحى والشهداء، بل كان حكاية بطولة، ورمز تضحية، ورجلًا لم يعرف إلا طريق العزة والكرامة.