قال تحليل نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” للكاتب آري هيستن إن “إعلان الحوثيين أنهم أوقفوا الهجمات بسبب وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، رغم تمسّكهم بأيديولوجيا تدعو إلى تدمير إسرائيل، هو مجرد غطاء سياسي، والدافع الحقيقي كان تزايد الضغوط العسكرية والاقتصادية على نظامهم.”
وأضاف التحليل أنّه “رغم خطابهم العقائدي المتشدد، يعمل الحوثيون كتنظيم براغماتي يتخذ قرارات محسوبة، ووقف إطلاق النار منحهم فرصة استراتيجية لتجميد حملتهم طويلة الأمد ضد إسرائيل والتخفيف من المخاطر المتصاعدة على بقائهم.”
مشيراً إلى أن “الضربات الإسرائيلية استهدفت بنى حيوية للحوثيين وعمّقت التدهور الاقتصادي في مناطق سيطرتهم، مما قد يقود إلى أزمة شاملة. كما أن مقتل قادة كبار بضربات إسرائيلية أربك نشاطهم العملياتي وكسر صورة “المناعة” التي حاولوا ترسيخها.”
ويرى التحليل أن “الضغوط الاقتصادية التي واجهت الحوثيين سبقت حرب غزة، لكنها تفاقمت بفعل الضربات الإسرائيلية والعقوبات الأمريكية، ما دفع الجماعة إلى الإسراع في المسار التفاوضي مع السعودية، أملاً في الحصول على مكاسب مالية كبيرة تُمكّنها من احتواء الأزمة الداخلية.”
معتبراً أن “الحوثيين لم يتخلوا عن هدفهم بتدمير إسرائيل، بل كان قراراً تكتيكياً مؤقتاً لتأجيل المواجهة حتى ظروف أفضل. فالتراجع كان سيُستغل داخليًا من الخصوم، وسيُحبط قواعدهم التي تطالبهم بالصبر نفسه الذي يفرضونه على عائلات المقاتلين القتلى.”
وأوضح التحليل أن “الحوثيين، شأنهم شأن معظم الأنظمة ذات الأولوية لبقائها، ما زالت لديهم القدرة على إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة. لكن التكاليف الكبيرة وقلة المكاسب دفعتهم إلى تأجيل المواجهة، كما منحهم وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل مخرجًا مناسبًا.”
ولفت التحليل إلى أن “الحوثيين، رغم أيديولوجيتهم المتطرفة وقدراتهم المتقدمة وافتقارهم للكثير ليخسروه، أثبتوا أنهم عرضة للردع عبر العقاب وتهديد مصالحهم الحيوية أو إظهار محدودية قدرتهم على إلحاق الضرر بالطرف الآخر.”
وخلُص التحليل إلى أن “قرار صنعاء بوقف التصعيد ضد إسرائيل، رغم مركزية القضية في أيديولوجيتها، يستحق دراسة معمقة. ففهم حساباتهم يساعد على تطوير أدوات ردع مستقبلية ورصد مؤشرات مبكرة على تآكل هذا الردع.”