الصدارة سكاي/متابعات
في ظل التنامي الواضح لعصر الروبوتات داخل العديد من القطاعات، استطاعت كلاب الحراسة الآلية التسلل إلى صناعة الطاقة المتجددة، خاصة محطات الطاقة الشمسية.
فقد لجأت العديد من شركات الطاقة العالمية إلى التقنيات الحديثة، كان آخرها شركة “إيبردرولا”، لمراقبة مشروعاتها النظيفة والتصدي لمختلف الأعطال والتحديات.
وقالت عملاقة الطاقة الإسبانية إنها تستعين بكلاب الحراسة الآلية لمحاولة اكتشاف الأعطال في إحدى محطاتها المثبتة على الأرض، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن موقع بي في ماغازين (PV Magazine).
وأشارت إيبردرولا إلى أنها تستعين بالكلاب الحقيقية لاكتشاف المشكلات داخل محطات الطاقة الشمسية التي قد تؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي عن طريق حاسة الشم، إلى جانب كلاب الحراسة الآلية (الروبوتات) لاكتشاف الأعطال وتحليل البيانات في المحطات الفرعية.
يأتي ذلك في وقت باتت فيه الروبوتات عنصرًا مهمًا داخل محطات الطاقة الشمسية، إذ يمكن الاستعانة بها لتنظيف الألواح وعمليات الصيانة المختلفة، فضلًا عن مراقبتها وتوفير عنصر الأمان إلى جانب أنظمة المراقبة الشائعة الأخرى.
الاستعانة بكلاب “سبرينغر سبانييل”
كشفت شركة إيبردرولا عن أن قدرات حاسة الشم لدى الكلاب من سلالة “سبرينغر سبانييل” تمكّنها من التعرف على المشكلات في الشبكة، التي قد تسفر عن انقطاع الكهرباء.
وقالت إن الكلاب الحقيقية تلقت تدريبًا مكثفًا على يد فنيين من شركة “سكوتش باور”، إحدى فروع الشركة الإسبانية في المملكة المتحدة، لمعرفة الأعطال.
وزعمت الشركة أنها حققت معدل نجاح بنسبة 100% خلال اختبار أجرته في شهر ديسمبر/كانون الأول (2022).
ورغم أن الكلاب تلقت تدريبًا لاكتشاف مشكلات بعينها، تمكنت من التعرف على مشكلات أخرى لم يكن من المتوقع العثور عليها، وفق ما ذكرته الشركة.
بالإضافة إلى ذلك، تُسهم الكلاب في توفير الوقت والجهد من خلال المساعدة في إصلاح الأعطال بأسرع وقت ممكن.
وقالت الشركة: “إن تدريب الكلاب ليس من قبيل الصدفة، فهو جزء من مشروع تجريبي يضم إجراءات أخرى خططت الشركة لها ضمن مساعيها للتصدي إلى سوء الأحوال الجوية في البلاد”.
مهارات كلاب الحراسة الآلية
بالإضافة إلى مهارات الكلاب الحقيقية داخل محطات الطاقة الشمسية، تستعين إيبردرولا -أيضًا- بكلب آلي لديه نظام رؤية حراري مدمج، يمكنه توفير تقارير عن حالة المكونات المختلفة للمحطة.
ويمكن للكلب الآلي السير بين صفوف الألواح الشمسية متبعًا مسارًا مبرمجًا.
ووفقًا لمطور الروبوت “بوسطن داينمكس” -ومقره الولايات المتحدة-، فإن ما يميّز الروبوت هو أرجله الـ4، التي تمكّنه من التعامل مع التضاريس الصعبة والعمل في أماكن ضيقة، وتغطية مسافات شاسعة.
بينما أوضحت شركة إيبردرولا أن الكلب الآلي قادر على اكتشاف الأعطال وتحليلها داخل المحطات الفرعية.
وتابعت: “يتميّز الكلب الآلي الصغير بقدرته على التقاط صور عالية الدقة ومقارنتها بالصور التي اُلتقطت سابقًا، ويسمح ذلك برصد أي تغييرات في البنية التحتية التي لا يمكن للعين البشرية رؤيتها”.
وأضافت الشركة أن الروبوت يمكنه جمع كميات كبيرة من البيانات، وبذلك يُسهم في زيادة عدد عمليات الفحص التي تجريها كل عام.
وخلال عام 2020، استطاعت شركة “بوسطن داينمكس” بيع أول كلب آلي مقابل 74.5 ألف دولار، وبات استعماله شائعًا في مختلف الصناعات ومن الوسائل المساعدة لسلسلة واسعة من التطبيقات.
بديل الطائرات دون طيار
لم تكن تجربة إيبردرولا أولى الشركات التي استعانت بكلاب الحراسة الآلية لمراقبة محطات الطاقة الشمسية، فقد سبقتها أكسيونا الإسبانية للغرض نفسه.
وقالت الشركة إنها بدأت استعمال الكلب الآلي المعروف بـ”سبوت” بديلًا للطائرات دون طيار، بهدف مراقبة أداء محطة للطاقة الشمسية على نطاق المرافق تديرها في صحراء أتاكاما، شمال تشيلي.
وأشارت الشركة إلى أن الروبوتات قادرة على إحداث طفرة هائلة، لا سيما أن الحمولة القصوى للطائرات دون طيار تصل إلى 5 كيلوغرامات، في حين يمكن للروبوت حمل 15 كيلوغرامًا تقريبًا.
ورغم أن الطائرات دون طيار تتفوق في قدرتها على الحركة بوتيرة أسرع مقارنة بـ”سبوت”، فإن بطارياتها تدوم لمدة 30 دقيقة فقط من التشغيل، في حين يمكن للكلب الآلي العمل لمدة تصل إلى 90 دقيقة.
ويتمتع “سبوت” بأرجل تمنحه القدرة على الحركة، إذ يمكن استعماله في مختلف المواقع بغض النظر عن التضاريس.
مساعدة محطات الطاقة النووية
لم يقتصر استعمال كلاب الحراسة الآلية على محطات الطاقة الشمسية فقط، وإنما استعانت به محطات الطاقة النووية.
ويُعد روبوت محطة أوكوني النووية من أحدث الطرق التي تستعملها شركة “ديوك إنرجي” لمساعدتها في توليد كهرباء نظيفة وآمنة وموثوقة وبأسعار معقولة.
وتلقى الكلب الآلي من نوع “سبوت” تدريبًا لإجراء عمليات فحص للمناطق التي يصعب الوصول إليها داخل المحطة الواقعة على بحيرة كيوي بمدينة سينيكا الأميركية.
الروبوت ذو الأرجل الـ4 يمكنه الوصول بسهولة إلى الأماكن التي يتعذر على البشر الوصول إليها، مثل الأنابيب تحت الأرض بفضل طوله البالغ نحو قدمين.
المصدر: attaqa.net