للعام الثاني على التوالي تُنظم وزارة الثقافة معرض رمضان للكتاب والذي افتتح يوم الخميس الماضي بحضور سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة وعدد من الوزراء والمسؤولين والكُتّاب والاعلاميين وذلك في منطقة درب الساعي الجديدة في أم صلال علي، بخلاف العام الماضي حيث شهد سوق واقف معرض الكتاب الأول، ويعتبر معرض رمضان للكتاب امتدادا لمعرض الدوحة الدولي للكتاب ويهدف إلى توطين الكتاب من خلال التشجيع على القراءة ودعم الناشرين القطريين بتسويق الكُتب وتوسيع دائرة القراّء، واستثمار أجواء شهر رمضان الفضيل في تنمية المعارف والاحتفاء بالموروث القطري لتعزيز القيم الثقافية الأصيلة.
ويشارك في معرض رمضان الكتاب هذا العام 79 دار نشر ومكتبة من داخل وخارج قطر ويستقطب المعرض 48 دار نشر ومكتبة قطرية، 48 دار نشر خارجية من العديد من الدول الخليجية والعربية وكندا والمملكة المتحدة وأستراليا، وتُعرض مئات الكتب والمتنوعة في كل المجالات الثقافية والعلمية والادبية، ولا يقتصر المعرض على الكتب فقط بل تصاحبه فعاليات ثقافية وترفيهية مثل مسرح الدمى والعرائس للصغار، ولوحات فنية تراثية مرتبطة بشهر رمضان المبارك، وبالتأكيد للندوات الثقافية والدينية مكان بارز لتبادل وجهات النظر بين المثقفين والادباء والمهتمين بالشأن الثقافي والديني، كما يصاحب معرض الكتاب معرض تجاري بالإضافة إلى بعض المقاهي والمطاعم الشعبية وكل ذلك في مكان أنيق وجميل ومريح للمشي ولقضاء وقت ممتع بعد صلاة التراويح للعائلة، وذلك بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية ووزارة التنمية الاجتماعية والاسرة ومبادرة قطر تقرأ، ووزارة الثقافة حريصة على نشر الوعي الثقافي لدى الجماهير واعتقد ذلك واضحاً من خلال تنظيم معرض رمضان للكتاب وباختيار إقامته في درب الساعي المرتبط بيوم الولاء وتجديد العهد للدولة وهو المكان الذي تقام به احتفالات اليوم الوطني، وكأننا نعيش في أجواء وطنية ثقافية مستمرة طول العام.وتحرص وزارة الثقافة على مشاركة دار نشر متنوعة ومتميزة ومتخصصة في مجالات المعرفة المختلفة وتتضمن كتب للاطفال والناشئة لتشجيعهم على القراءة، وغيرها من الكتب المتخصصة، وتحرص على تشجيع دور النشر القطرية خاصة المؤلفين القطريين لتصل كتبهم ومؤلفاتهم للجمهور من خلال المعارض.
والحرص على تنظيم معارض الكتاب أو موسم الندوات وغيرها من الفعاليات الثقافية يدل على وجود رؤية ثقافية واضحة لنشر الوعي والمعرفة بين الجمهور القطري ويواكب التقدم الذي تحققه الدولة في جميع المجالات فالثقافة والمعرفة هي العمود الفقري للتطور والازدهار، فتنمية العقول ونشر المعرفة وتبادل الخبرات والاراء والتشجيع على الكتابة والتفّكر أمر جليل وهو سبب لتقدم الأمم.
نُهنئ أنفسنا على إستراتيجية وزارة الثقافة من خلال هذا الحراك الثقافي المستمر طول العام وهذا ما يميزها فاستمرار الفعاليات الثقافية يُشجع على الاهتمام بها، والبحث عن الجديد في المعرفة وتنشر الوعي بين الصغير والكبير وتربي النشء على حب الثقافة والقراءة والإطلاع وهذا ما نتمناه من العوائل بأن يشجعوا ابناءهم على الاطلاع والقراءة في زمن احتلت التكنولوجيا حياتهم فإخراجهم من سجن التكنولوجيا لفضاء المعرفة أمر ضروري وذلك لا يتوفر إلاّ بالفعاليات الثقافية التي تنظمها مشكورة وزارة الثقافة باستمرار.
•معرض رمضان للكتاب في درب الساعي مكان مثالي للزيارة وقضاء وقت مع الاسرة في جو ثقافي معرفي ترفيهي تراثي رمضاني لا يتكرر، فانتهزوا الفرصة لزيارته.