الحقيقة المغيبة إعلاميا،خلف الصراع العسكري والسياسي المحتدم بكل الأسلحة، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في السودان، يكمن في أن البرهان قائد الجيش السوداني، فضل الهروب نحو الحرب من تسليم الجيش السوداني،للسلطة إلى حكومة مدنية،وفق استحقاقات التوافقات الوطنية والقوى الثورية
بينما حميدتي قائد قوات الدعم السريع هرب إلى الحرب هو الآخر أيضا من تنفيذ قرار دمج قواته مع الجيش السوداني، وانساق خلف وعود دولية بدعمه لتكوين قوات موازية للجيش السوداني، بعد أن وصل باطماعه إلى نشر الالآف من قواته منذ أكثر من ثلاثة أشهر بالقرب من المؤسسات والقواعد العسكرية للجيش دون تنسيق عسكري مع قائد الجيش إضافة إلى مسح ٢٥ فدان لتحويله مطارا عسكريا تابعا لقوات الدعم السريع حتى يتمكن من استقبال طائرات حربية ومعدات عسكرية تابعة له من دول داعمة لتمرده، وبحيث تكون له قوة موازية لما لدى الجيش السوداني الذي لحق الأمور وأوقف هذه التحركات، ماتسبب في تفجر الموقف عسكريا.
وبالتالي فكلاهما يصارع على البقاء في السلطة بقوة العسكر وكلاهما يرى نفسه الأقرب إلى حسم الأمور عسكريا لصالحه والوصول إلى كرسي السلطة..
وبالتالي إدارة البلد بقبضة عسكرية القفز على كل الاستحقاقات الوطنية للثورة المتعثرة ضد نظام الرئيس المسجون عمر البشير
مايجعل توافق الطرفين على إحياء شرعيته واستعادة حكمه هو الأقرب والأمثل لإنقاذ البلد المهدد بالدمار واستحاله الحسم السريع للمعركة أو اجتثاث الجيش لأكثر من مائة ألف مقاتل من قوات الدعم السريع المنتشرين في كل ولايات السودان، كونهم سيتحولون إلى خلايا ومليشيا مسلحة يستحيل ضبط الأوضاع بالبلد في ظل وجودهم.. مثلما يستحيل على الجيش الآن استمرار التعامل معهم كقوات عسكرية بعد إعلانه عن حلها ووصفها بمليشيا متمردة تخوض حرب مع الجيش.