عندما تقترن البرامج والرؤى والأهداف المعلنة بالصدق والجدية؛ وتتحول بعض مواقف وتصريحات السياسيين البعيدة عن ملامسة الواقع؛ وتترجم بالإرادة إلى أفعال ملموسة تثبتها الحقائق في ميدان الممارسة العملية؛ فحينها فقط يحضر ويتغلب الموقف الوطني المجسد لروح الإنتماء العميق؛ ليتقدم بذلك الوطني على ما هو سياسي في المواقف؛ وهذا بالضبط ما نحتاجه اليوم حتى نؤمّن مسيرة الجنوب الوطنية لتصل بآمان إلى محطتها الأخيرة المنتظرة؛ وهي محطة إستعادة الدولة الوطنية الجنوبية المستقلة.
وهذا ما جسدته في تقديرنا وعلى نحو رائع يبعث على الفخر والإطمئنان معا على مستقبل شعبنا مختلف القوى والكيانات السياسية – الوطنية ومنظمات المجتمع المدني ( الأهلية ) والشخصيات الإجتماعية على تعدد صفاتها؛ والتي حرصت على الحضور إلى لقاء التشاور الوطني الجنوبي الأول والمشاركة في أعماله وبمسؤولية وطنية عالية؛ وكان لها شرف السبق في تقدم الصفوف وتدشين مرحلة تاريخية نوعية جديدة في حياة شعبنا وتنتصر للغة الحوار والتوافق الوطني؛ وهي التي جعلت من العقل حكماً على رؤيتها للمستقبل؛ ومن مصلحة الجنوب العليا قاعدة إنطلاق لصياغة مواقفها الوطنية؛ وجعلت منها أيضاً رؤية توافقية موحدة وخلاقة والتي ستتجسد بالتوافق على مشروع الميثاق الوطني الجنوبي؛ وهو الأبلغ تعبيراً عن إرادة الجنوبيين ولتطلعاتهم في حياة حرة كريمة؛ ليكونوا هم السادة الأحرار على أرضهم والمتحكمون وحدهم بثروات وخيرات وطنهم الجنوبي وبقراره الوطني المستقل.
إننا نتطلع وبأمل كبير إلى أن نشهد في قادم الأيام حركة دؤوبة ومتسارعة الفعل والخطى على صعيد ترجمة ما سيخرج به لقاء التشاور الوطني؛ لجهة مواصلة اللقاءات والحوارات مع من لم يحضروا هذا اللقاء وإستكمال ما كان قد تم معهم على هذا الصعيد؛ فجميعهم يمثلون جزءاً مهما من حركة شعبنا الوطنية ونسيجه الإجتماعي مهما كانت أدوارهم أو أحجامهم الواقعية على الأرض؛ لتستكمل بمشاركتهم في المحطات القادمة اللوحة الجميلة لخارطة الجنوب الوطنية والجغرافية؛ لينطلق الجميع معاً نحو مواجهة إستحقاقات الجنوب القادمة والدفاع عنها وبروح وطنية مسؤولة.