تتويج ملك بريطانيا في حفل “ديني كنسي” يؤجّج المعركة القديمة بين الإسلاميين والعلمانيين.. إعلامي مصري يتساءل عن سر صمت علمانيي الشرق الأوسط على استدعاء الدين في السياسة ويقول إنهم مصابون بجرب فكري
أثارت مراسم تتويج ملك بريطانيا تشارلز الثالث عاصفة من الجدل بين الإسلاميين والعلمانيين، وأججت نار المعركة القديمة بينهما.
سبب الجدل هو الحفل الكنسي الديني الذي تم تتويج ملك بريطانيا الجديد فيه ، حيث اعتبره البعض خلطا للدين بالسياسة، في حين ذهب آخرون بأن ما حدث في بريطانيا هو طقوس روحية تمثل منظومة ثقافية.
الداعية المصري عبد الله رشدي قال إن ملك بريطانيا تم تتويجه في حفلٍ دينيٍّ كَنَسِيٍّ رسميٍّ ومع ذلك لم نشهد هياجاً علمانياً للتنديد بذلك المشهد.
وتساءل رشدي: هل غابتْ تلك اللحظاتُ أمسِ عن أعينِ العلمانيين العرب!؟ أم أنهم ينشطون فقط لمهاجمة ارتباط الدولةِ بالدين إن كان إسلاماً ويتعامون إن كان ارتباطُها بغيره من المِلَلِ!؟
في ذات السياق قال الإعلامي المصري سيد علي إن العلمانيين في الشرق الأوسط مصابون بـ”جرب فكري” ضد كل ما يربط ذكر الله والرسول والقرآن بـ”الحكم”، مشيرا إلى أنه لا أحد ممن يرفعون لواء العلمانية في العالم العربي اعترض على مراسم قسم “تشارلز الثالث ” على الكتاب المقدس في الكنيسة بحفل تتويجه ملكا لبريطانيا.
“علي” قالها صراحة: “إذا جاء ذكر الله أو القرآن أو الرسول في جملة مفيدة مع الحكم عندنا في العالم العربي،ترى مراهقة ومزايدة غريبة من العلمانيين”.
كفى تدليسا
أحد النشطاء رد على الداعية المصري عبد الله رشدي بأن هناك فرقا بين من يجعل الدين طقوسا روحية تمثل منظومة ثقافية لا تتدخل في حريات ومعتقدات الناس ولا النظام الإداري لإدارة الدولة، وبين من يقدّم الدين كإيديولوجية قانونية يُكره الناس عليها باسم القانون ويجعل الفتوى قانونا يفرض على الجميع.
وأردف: “شتان مابين الطقوس وبين الإيدلوجية..كفاية تدليس عيب؟”.
“رشدي” بدوره رد على متابعه بقوله: “هناك فرق بين من يريد وجود الدين في الحياة كما أراد الله وبين من يزعم أن الدين يُجبرُ الناس على الدخول فيه ليُبَرِّرَ انحرافه؛ كفاية استعباط؛ عيب”.
سر الهجوم على الإسلام؟
البعض استحسن ما قاله ” رشدي” مؤكدا أن الهجوم على الإسلام إن دل على شيء فإنما يدل على أنه دين حق، وهو الوحيد الذي تتم مهاجمته من بين كل الشرائع والملل.
العلمانية
أحد النشطاء قال العجيب والغريب والمُريب أن العلمانية نفسها نشأت للثورة على الحكم الكنسي المُستبد، ولا علاقة لها بالإسلام لا من قريب أو بعيد.
سبب الاعتراض
في ذات السياق ذهب البعض إلى أن اعتراض الاعلامين العرب على خلط الدين بالسياسة ليس مبدأ عندهم، بل هو الخوف من نهضة الاسلام وأسلمة المجتمع خوفا من الالتزام به.
السبات العميق
إحدى الناشطات ذهبت إلى أن العلمانيين العرب يريدون ألا يفيق المسلمون من غفلتهم خوفا من الرجوع لسابق عهدهم، حين كانوا القوة الأولى على ظهر الأرض نحو عشرة قرون.
ليتكم مثلهم
على الجانب الآخر علق أحد النشطاء قائلا: “في بريطانيا تجد في الحكم من أصول مهاجرة وديانة مختلفة مثل رئيس الوزراء الاخير من أصول هندية وغير مسيحي أيضاً احلف على ما تريد يا عزيزي واعتنق ما تريد لكن لا تفرض معتقدك ودينك على البشر؛ وهذا الحاصل في بريطانيا في الحكم، وفي العوام يوجد المسيحي والبوذي والمسلم والملحد دون أي اعتراض”.