لطالما في نقاشاتي وفيما أكتب أكرر بأن “المصير السياسي” للجنوب وحضرموت واحد ولايمكن فصمه حاضرا…
وقعا سوية تحت حكم الاحتلال البريطاني. وسوية صنعا دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. ثم حلت بهما معا كارثية الوحدة المشئومة والوقوع تحت براثن احتلال قوى الفيد الشمالية.
ولأنه أي ذات الواقع السياسي المشترك بدراماتيكيته ووقائعه مازال قائما وخطره اصبح اعتى وأشد وعلى مرمى حجر. ولا يمكن لحضرموت ولا للجنوب التصدي له منفردا.
بل أن الخطر أقرب إلى حضرموت هذه المرة. فهي مدججة بمنطقة عسكرية شمالية كاملة بعدها وعتادها.
وأن تم غزو جديد للجنوب ستكون بوابتة حضرموت -بما سلف ذكره- بعد أن جربوا عدن وانهزموا فيها شر هزيمة.
إلى ذلك ليس من الإنصاف ولا من العدل عدا عن خلوه من المنطق وخلط حقائقه محاولة مساواة موقع حضرموت من الشمال كموقعها في الجنوب. إضافة إلى المصير السياسي المشترك الذي ذكرته اعلاه. من الصعب القفز على امتدادات التاريخ والثقافة والجغرافيا السكانية المشتركة لحضرموت في كل شبر من الجنوب.
كيف لنا تخيل عدن كمثال دون وجهها الحضرمي الأصيل “وليس المطبوع” على ملامحها عن كل الوجوه. وكذلك الحال بلحج وابين ويافع والضالع. وشبوة والمهرة وشائج من الظفر إلى أعمق وريد.
إنما نحن مع صياغة عقدا سياسيا واضحا للجنوب مستقبلا غير قابل للبس. يحدد فيه شكل الدولة فلتكن “دولة فيدرالية اتحادية” لكل كيان فيدرالي فيها حكم كامل مستقل تحت مظلة الدولة الواحدة. مشروط بحق الاستقلال أن أراد في اي وقت.